أرامكو السعودية تسعى لتعزيز التمويل وتقليل الرفع المالي

تعتزم شركة أرامكو السعودية، عملاق النفط العالمي، اقتراض المزيد من الأموال. ويأتي هذا التحرك بهدف تمويل النمو وتحسين الرفع المالي لميزانيتها العمومية، وذلك وفقًا لما صرح به رئيسها التنفيذي أمين الناصر. هذا التوجه يأتي في وقت نجحت فيه أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم بجمع ما يصل إلى 5 مليارات دولار من طرح سندات خلال الأسبوع الجاري.
بصفة عامة، تحتاج شركة النفط الحكومية السعودية إلى هذه الأموال لسد فجوة تمويلية. فعلى سبيل المثال، تراجع التدفق النقدي الحر لديها بسبب ضعف أسعار الخام، وهو ما لم يعد كافيًا لتغطية توزيعات أرباحها النقدية الضخمة حتى بعد تخفيضها. نتيجة لذلك، ارتفع صافي مديونية الشركة لأعلى مستوياته في ثلاث سنوات، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع نسب الاقتراض. ومع ذلك، لا تزال هذه النسب أقل بكثير مقارنة ببعض شركات النفط الكبرى الأخرى. وفي هذا الصدد، صرح الناصر في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن “نسبة المديونية لدينا اليوم 5%، لا يزال ذلك واحدًا من أدنى المستويات في الصناعة”، مؤكدًا أن الشركة “ستواصل طرق أسواق السندات في المستقبل”.
زيادة الإصدارات السندية والمقارنة مع المنافسين
قامت أرامكو ببيع سندات مقومة بالدولار على ثلاث شرائح يوم الثلاثاء الماضي. وبذلك، ارتفعت إصدارات الشركة على مدار العام الماضي إلى 14 مليار دولار. هذه الخطوة تضاف إلى زخم موجة اقتراض واسعة النطاق تقوم بها الحكومة السعودية وشركاتها التابعة.
في سياق متصل، سجلت مستويات الدين لدى المملكة قفزة غير مسبوقة خلال الربع الماضي. يعزى ذلك بشكل رئيسي إلى اعتماد الحكومة على الاقتراض لسد عجز متوقع في الميزانية. هذا العجز هو نتيجة مباشرة لـ خطة التنويع الاقتصادي الطموحة، بالإضافة إلى تراجع أسعار النفط. أما بالنسبة لنسبة المديونية (gearing ratio) لأرامكو، فقد ارتفعت إلى 5.3% بنهاية مارس مقارنة بـ 4.5% في نهاية العام الماضي. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ متوسط هذه النسبة 14% لشركات النفط العالمية خلال العام الماضي، حسبما ذكرت أرامكو في وقت سابق من هذا الشهر. على سبيل المثال، تبلغ نسبة المديونية 18.7% لدى شركة “شل”، في حين تبلغ 14.3% لدى شركة “توتال إنرجيز”، وهو ما يؤكد أن أرامكو لا تزال تتمتع بمركز مالي قوي نسبيًا.
تأثير الخبر على سوق الأسهم السعودي وسهم أرامكو
من المتوقع أن يكون لهذا الخبر تأثير متعدد الأوجه على سوق الأسهم السعودي (تداول) وسهم أرامكو بشكل خاص.
أولاً، بالنسبة لسهم أرامكو (2222.SA)، فإن لجوء الشركة للاقتراض بكميات إضافية لتمويل النمو وسد الفجوة التمويلية قد يُنظر إليه من زاويتين. فمن ناحية، يمكن أن يُعتبر مؤشرًا على التزام الشركة بخططها التوسعية، الأمر الذي قد يكون إيجابيًا للمستثمرين على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن زيادة صافي المديونية وارتفاع نسب الاقتراض، حتى لو كانت لا تزال منخفضة مقارنة بالمنافسين، قد يثير بعض القلق لدى المستثمرين بشأن قدرة الشركة على الاستمرار في دفع توزيعات الأرباح الضخمة بنفس الوتيرة في ظل أسعار النفط المنخفضة. بالتالي، قد يشهد السهم بعض التقلبات على المدى القصير، مع احتمالية أن يميل المستثمرون إلى تقييم تأثير هذه الديون على التدفقات النقدية المستقبلية.
ثانيًا، على مستوى سوق الأسهم السعودي ككل، فإن موجة الاقتراض التي تقوم بها الحكومة وشركاتها التابعة، بما في ذلك أرامكو، تعكس استراتيجية تمويلية أوسع نطاقًا. هذه الاستراتيجية تهدف إلى دعم خطط التنويع الاقتصادي الطموحة للمملكة (رؤية 2030). بشكل عام، يمكن أن يُنظر إلى هذا الاقتراض على أنه يعكس ثقة الحكومة في قدرة هذه المشاريع على تحقيق عوائد مستقبلية. ومع ذلك، فإن تزايد مستويات الدين العام قد يثير بعض المخاوف المتعلقة بالاستقرار المالي على المدى الطويل، خاصة إذا استمرت أسعار النفط في الضغط. وعليه، قد يؤثر ذلك على معنويات المستثمرين الأجانب والمحليين، مما قد يؤدي إلى تقييم أكثر حذرًا للأصول السعودية بشكل عام في بعض الأحيان. لكن في المقابل، فإن قدرة أرامكو على الاقتراض بكميات كبيرة وبأسعار تنافسية تعكس ثقة الأسواق العالمية في قوتها الائتمانية، وهو ما يمكن أن يعطي إشارة إيجابية للسوق ككل.
التحليل الفني لشركة أرامكو السعودية
شهد سهم أرامكو السعودية ضغوطًا بيعية قوية خلال الفترة الأخيرة، حيث اقترب من تسجيل قمة منخفضة جديدة قرب مستوى 29 ريال. ومع ذلك، عاد السهم مرة أخرى لاختبار منطقة دعم قوية قرب مستوى 25 ريال. وهي متوافقة مع قاع سابق تم تسجيله قرب مستوى 22.30 ريال. ويعد هذا القاع هدفًا مستقبليًا محتملًا في حالة عدم تمكن السهم من الحفاظ على ثباته فوق منطقة الدعم الحالية.
في حال تمكن السهم من الحفاظ على التداول فوق منطقة الدعم الحالية عند 25 ريال. فمن المتوقع أن يستهدف اختبار منطقة مقاومة قوية قرب مستوى 26.50 ريال كهدف أولي. وإذا نجح السهم في اختراق هذا المستوى. فقد يتجه نحو إعادة اختبار القمة السابقة قرب مستوى 29 ريال.
من ناحية أخرى، في حالة كسر مستوى الدعم الحالي عند 25 ريال. فقد يتجه السهم نحو اختبار القاع السابق عند 22.30 ريال، والذي يمثل هدفًا تاليًا في حال استمرار الضغوط البيعية.
وكما موضح على الرسم المرفق اهم مستويات الدعم و المقاومة، وكذلك المؤشرات المساعدة في اتخاذ القرار.

أولا الدعوم والمقاومات:
-
- الدعم الأول: 24.80
- الدعم الثاني: 23.56
- المقاومة الأولى: 25.95
- المقاومة الثانية : 27.25
أخيرا المؤشرات الفنية:
- المتوسطات المتحركة: الأسعار تتحرك أسفل متوسط متحرك EMA 50,20 والذي يلزم عودة التداول أعلاهم لمزيد من التفاؤل والإيجابية.
- مؤشر الزخم RSI: مؤشر الزخم يتحرك بالقرب من مستوي 30 وهي منطقة تشبع بيعي ولكن يلزم مراقبة السلوك السعري وإنتظار إشارة تدل علي وجود مشتري قوي.