ارتفاع الأسواق الأمريكية بعد تراجع التوترات التجارية S&P 500

شهدت الأسواق الأمريكية موجة تفاؤل واضحة يوم الثلاثاء. حيث قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2% مسجلاً أكبر مكاسب يومية منذ 12 مايو. جاء هذا الصعود مدفوعاً بأنباء إيجابية حول تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما أعاد للأذهان رد فعل السوق الإيجابي السابق عند تخفيض الرسوم الجمركية مع الصين.
السياسة التجارية تظل المحرك الرئيسي للأسواق
على الرغم من تأثير أرباح الشركات وتقلبات سوق السندات على حركة الأسهم مؤخراً. تبقى السياسة التجارية العامل الأبرز في تحركات السوق اليومية. وقد رحب المستثمرون بحماس بأي بوادر لتخفيف التوترات، معتبرين أن أي اتفاقيات تجارية قد تحد من الأضرار طويلة الأمد على الاقتصاد وأرباح الشركات.
هل انتهى أسوأ السيناريوهات؟
في حين لا يزال معظم المحللين يعتقدون أن التوترات التجارية لم تنته تماماً، إلا أن هناك إجماعاً متزايداً على أن أسوأ المخاوف قد خفت. فبعد أن هيمنت مخاوف من إعادة هيكلة جذرية للتجارة العالمية بسبب القيود الأمريكية. أصبحت التهديدات تبدو أقل حدة مقارنة بما كان عليه الحال عند إعلان الرسوم الجمركية الشاملة في أبريل الماضي.
رد فعل السوق على تصريحات ترامب الأخيرة
جاء الارتفاع الأخير بعد أسبوع عصيب شهدته الأسواق بسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي. لكن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أدت إلى تأجيل هذه الإجراءات حتى 9 يوليو، مما أشعل موجة شراء قوية. ونتيجة لذلك، قفز مؤشر داو جونز 741 نقطة (1.8%)، بينما قاد ناسداك المكاسب بارتفاع 2.5%.
تقييمات الأسهم بين الواقع والمخاطر
رغم هذا التفاؤل، تبقى تقييمات الأسهم عند مستويات مرتفعة تاريخياً، حيث تتداول شركات S&P 500 عند 21 ضعفاً للأرباح المتوقعة، مقارنة بالمعدل التاريخي البالغ 18.7. ويحذر بعض الخبراء من أن هذه التقييمات المرتفعة قد لا تأخذ في الاعتبار كافة المخاطر المحتملة. خاصة في ظل استمرار عدم اليقين حول السياسات التجارية الأمريكية.
مستقبل الأسواق بين التفاؤل والحذر
يعبر بعض مديري الاستثمار عن شكوكهم حول استدامة هذا التحسن، معتبرين أن انتعاش معنويات المستثمرين قد يكون سابقاً لأوانه. فكما يقول كيث بوكانان من جلوبال للاستثمار: “لا تتطابق هذه التوقعات حالياً مع الواقع”. بينما يرى آخرون مثل إريك ستيرنر من أبولون أن السوق تشعر بالارتياح مؤقتاً، لكنها تنتظر مزيداً من الوضوح لتبني توقعات أكثر دقة للمستقبل.
يواجه مؤشر S&P 500 حالياً مقاومة صعبة عند مستوى 6151 نقطة، حيث تشكل هذه المنطقة حاجزاً قوياً أمام أي صعود محتمل. ولتحقيق اختراق ناجح، يحتاج المؤشر إلى تجميع قوة شرائية كافية لتجاوز هذا المستوى، مما قد يفتح الباب لاستهداف تكوين قمة جديدة بالقرب من مستوى 6500 بشكل مبدئي. فإن لم تستطع الأسعار إختراق القمة المتكونة بالقرب من مستويات 6151 فقد نستهدف إعادة إختبار الدعم المتكون بالقرب من مستويات 5846 من جديد.

أولا الدعوم والمقاومات:
-
- الدعم الأول: 5846
- الدعم الثاني: 5717
- المقاومة الأولى: 5992
- المقاومة الثانية : 6151
ثانيا المؤشرات الفنية:
- المتوسطات المتحركة: الأسعار تتحرك أعلي من المتوسطات المتحرك EMA 50,20, والتي يلزم الثبات أعلاها لمزيد من الإيجابية.