الاحتياطي الفيدرالي يواجه تحديات النمو والتضخم ويثبت الفائدة الأمريكية

قرار الاحتياطي الفيدرالي اليوم بتثبيت أسعار الفائدة كان متوقعًا على نطاق واسع. وبناءً على ذلك، يواجه صناع السياسات الاقتصادية الأمريكية تحديًا مزدوجًا؛ تباطؤ النمو ومخاطر التضخم المتصاعدة. علاوة على ذلك، تتفاقم هذه المخاوف بسبب الرسوم الجمركية الأخيرة والأزمة الجيوسياسية في الشرق الأوسط. في هذا السياق، تقدم هذه المقالة تحليلًا معمقًا لقرار الفيدرالي وتأثيره على الأسواق، خاصة مع نظرة فنية دقيقة على مؤشر S&P 500.

تفاصيل قرار الفيدرالي الأخير

صوّتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالإجماع على إبقاء سعر الفائدة المرجعي ضمن نطاق 4.25% و4.5%. نتيجة لذلك، يمثل هذا التثبيت الرابع على التوالي في عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، جاء هذا الاستقرار بعد ثلاثة تخفيضات متتالية للفائدة. ومن الجدير بالذكر أن مجموع التخفيضات السابقة بلغ نقطة مئوية كاملة.

توقعات الفيدرالي وتأثيرها على الأسواق المالية

توقعات الاحتياطي الفيدرالي للنمو والتضخم: ازداد الغموض الاقتصادي بشكل ملحوظ منذ ديسمبر. علاوة على ذلك، فإن عودة الرئيس دونالد ترمب وسياساته التجارية الجديدة عززت هذا القلق. وعلى وجه التحديد، خفض الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للنمو الاقتصادي الأمريكي لعام 2025 إلى 1.4%. هذه نسبة أقل من توقعات سابقة بلغت 1.7%. ومن ناحية أخرى، يستمر القلق من التضخم الركودي، مع توقع وصول التضخم إلى 3% في نفس العام.

مسار أسعار الفائدة المستقبلي: أشار الفيدرالي إلى احتمال خفضين للفائدة بحلول نهاية عام 2025. ومع ذلك، قلل توقعاته لخفض الفائدة في عامي 2026 و2027. وعليه، يتوقع الآن أربعة تخفيضات إجمالية خلال العامين المقبلين. “مخطط النقاط” يوضح تباينًا في توقعات المسؤولين. على سبيل المثال، بعض الأعضاء يرون الفائدة عند 3.4% في عام 2027. وبشكل عام، يلتزم الفيدرالي بنهج حذر لضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.

الأداء الاقتصادي الأمريكي ولغة جيروم باول

مؤشرات الاقتصاد الكلي: أظهرت التحديثات الجديدة انخفاضًا في توقعات الناتج المحلي بنسبة 0.3 نقطة مئوية. في المقابل، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنفس المقدار. التضخم الأساسي، مستثنيًا الغذاء والطاقة، متوقع عند 3.1%. كذلك، ارتفعت توقعات البطالة قليلاً لتصل إلى 4.5%.

تصريحات باول وتأثير الرسوم الجمركية: يواجه الاقتصاد الأمريكي اضطرابات مستمرة. وفي هذا الصدد، أشار رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى تسريح بعض الموظفين بالشركات. هذه بدورها إشارة محتملة على تباطؤ اقتصادي مرتقب. يتوقع باول مزيدًا من التضخم خلال الأشهر القادمة. من جهة أخرى، تُساهم التعريفات الجمركية في ارتفاع الأسعار الاستهلاكية. نتيجة لذلك، ستنتقل التكاليف في النهاية إلى المستهلكين. حصل باول على دعم قوي لقرار تثبيت الفائدة. أكد أن القرار يهيئ الفيدرالي للظروف الاقتصادية المستقبلية غير الواضحة.

تحليل فني لمؤشر SPX500

تحركات المؤشر الحالية: شهد مؤشر SPX500 ارتفاعًا ملحوظًا. سجل المؤشر قمة عند 6,070.12 دولارًا قبل التراجع. ولاحظنا أن هذا التراجع جاء بعد فشل المؤشر في الثبات فوق منطقة المقاومة السابقة عند 6,024.03 دولارًا. هذه المنطقة تحولت الآن إلى مقاومة رئيسية.

مناطق الدعم الرئيسية: يتداول المؤشر حاليًا عند حوالي 5,969.53 دولارًا. يختبر منطقة دعم هامة بين 5,948.17 و 5,922.39 دولارًا. في حال تم كسر هذا النطاق، فإن المؤشر سيجد دعمه التالي عند منطقة 5,865.51 و 5,858.64 دولارًا. ومن الممكن أن يمتد الهبوط إلى 5,819.66 و 5,794.97 دولارًا، وربما وصولاً إلى 5,742.80 دولارًا.

مناطق المقاومة الهامة: أقرب مستويين للمقاومة هما 6,024.03 دولارًا، ثم القمة الأخيرة عند 6,070.12 دولارًا. اختراق هذه المستويات والثبات فوقها يشيران إلى إشارة إيجابية لاستئناف الاتجاه الصاعد.