تراجع أرباح “سابك” للربع الثالث دون التوقعات وسط ضغوط عالمية وفائض إنتاجي
سجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” تراجعًا في أرباحها للربع الثالث من العام الجاري. حيث بلغت الأرباح 440 مليون ريال. جاءت هذه الأرباح دون التوقعات التي جمعتها وكالة بلومبرغ عند 729 مليون ريال، مسجلةً انخفاضاً حاداً بنسبة 56% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وقد عزت الشركة، في إفصاحها على “تداول” اليوم الأحد، هذا التراجع بشكل رئيس إلى انخفاض في متوسط أسعار بيع المنتجات وكذلك تراجع الكميات المباعة. وفي سياق متصل، أظهرت النتائج المالية للشركة أن الإيرادات بلغت 34.33 مليار ريال خلال الربع الثالث. وهو ما جاء أقل من متوسط التوقعات عند 35.4 مليار ريال، لتسجل بذلك تراجعاً بنسبة 6.9% على أساس سنوي.
الرئيس التنفيذي: فائض الطاقة يضغط على الأرباح والتحول يحقق قيمة
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة سابك، المهندس عبدالرحمن الفقيه، أن الربع الثالث شهد تحسناً معتدلاً في مشهد الاقتصاد العالمي، لكن التحديات استمرت في مواجهة صناعة البتروكيماويات. وأشار الفقيه إلى أن فائض الطاقة الإنتاجية هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى الضغط على هوامش الربح وخفض معدلات التشغيل.
وعلى صعيد الأداء التشغيلي، أوضح الفقيه أن الشركة واصلت خلال هذا الربع تعزيز حضورها في الأسواق العالمية من خلال تقديم 91 منتجاً جديداً. مشيراً إلى أن جهود التحول التي تنفذها الشركة أسهمت في تحقيق قيمة فعلية قدرها 300 مليون دولار. مما يقربها من هدفها لعام 2030 والمتمثل في تحقيق 3 مليارات دولار من الأرباح المتكررة. وبيّن أيضاً أن الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء بلغت 4.99 مليار ريال سعودي (1.33 مليار دولار أمريكي)، وهذا يعكس مرونة أعمال الشركة وقدرتها على التكيف.
التحول الرقمي والاستدامة: استراتيجية سابك للنمو
وفي مجال التحول الرقمي، أضاف الفقيه أن الشركة أحرزت تقدماً لافتاً من خلال إطلاق المنظومة المحدثة لتخطيط الموارد المؤسسية، مشدداً على أنها تعزز التكامل السلس وتوفر منصة تشغيلية ذكية. أما في جانب الاستدامة، فقد أوضح أن سابك نجحت في توسيع باقة منتجاتها منخفضة الكربون، فضلاً عن تحقيق أول صفقة بيع للميثانول المعتمد منخفض الكربون، وهو ما يعكس التزام الشركة بمسارها نحو الحياد الكربوني. واختتم الفقيه بالتأكيد على ثقة سابك في تجاوز تقلبات السوق وتعزيز القيمة المقدمة لمساهميها على المدى الطويل.
“فيتش” تؤكد التصنيف مع نظرة مستقبلية مستقرة
وفي سياق متصل، كانت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني قد أكدت في 23 أكتوبر، تصنيف شركة سابك المدرجة في سوق الأسهم السعودي طويل الأجل عند درجة “A+” مع نظرة مستقبلية مستقرة. وأشارت الوكالة إلى أن التصنيف يعكس قوة المركز المالي للشركة وتكاملها الإستراتيجي مع “أرامكو” السعودية. وعلى الرغم من استمرار ضعف دورة الصناعات البتروكيماوية، تحتفظ سابك بمركز مالي متين وسيولة مرتفعة. كما أن الشركة تستفيد من ميزة تكلفة اللقيم في السعودية، على الرغم من أنها بدأت تتراجع جزئيا. ويشير تقرير الوكالة إلى أن الشركة تمضي قدماً في برامج خفض التكاليف وإعادة الهيكلة، مستهدفة تحسين الأرباح التشغيلية بـ3 مليارات دولار بحلول عام 2030، بالإضافة إلى مواصلة مشاريعها الكبرى في الداخل والخارج.
تحليل فني لسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”
يظهر الرسم البياني اليومي لسهم سابك أن السهم خرج من اتجاه هابط طويل المدى، ليبدأ في تكوين قمم وقيعان صاعدة. مما يشير إلى تحول في الاتجاه العام إلى صاعد على المدى المتوسط. يتداول السهم حالياً ضمن نطاق عرضي ضيق بعد محاولته الأخيرة لاختراق منطقة المقاومة 62.35 ريالًا. وفي الوقت الحالي، يتداول السعر عند 60.50 ريالًا، ويستند على منطقة دعم مهمة عند 59.50 ريالًا، بالإضافة إلى تواجده فوق المتوسطات المتحركة، مما يدعم النظرة الإيجابية.
المؤشرات الفنية ومستويات الدعم والمقاومة
على صعيد المؤشرات، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 47.96، وهي قراءة حيادية تمنح السهم مجالاً كافياً للحركة الصاعدة قبل الوصول لمستويات التشبع. وفيما يتعلق بالمستويات، يواجه السهم مقاومة فورية عند 62.35 ريالًا. ويعد اختراقها والثبات فوقها مفتاحاً للوصول إلى منطقة المقاومة الرئيسية الممتدة بين 64.00 و 65.80 ريالًا. وفي المقابل، يتمثل الدعم الفوري والمهم عند 59.50 ريالًا. كما يعد الدعم الحاسم الذي يشكل قاع الموجة الأخيرة عند 56.25 ريالًا، ويتبعه الدعم الأخير عند 53.00 ريالًا.

الترجيح المستقبلي لسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”
رغم إعلان الشركة عن تراجع في الأرباح للربع الثالث دون التوقعات، فإن التحليل الفني يشير إلى أن السهم في مرحلة تجميع قريبة من الدعم 59.50 ريالًا. يتوقع استمرار النظرة الإيجابية طالما حافظ السهم على تداوله فوق منطقة الدعم 59.50 ريالًا. يعتبر اختراق المقاومة عند 62.35 ريالًا إشارة تأكيد لاستئناف الاتجاه الصاعد. أما في حال كسر الدعم الحاسم عند 56.25 ريالًا، فسيتم إلغاء النظرة الصاعدة وسيدخل السهم في موجة تصحيحية هابطة.











