تراجع الأسواق الآسيوية وتصاعد مخاوف العجز الأمريكي تضغط على الأسواق العالمية

شهدت الأسواق الآسيوية تراجعاً ملحوظاً يوم الخميس. حيث انخفض المؤشر الإقليمي لأول مرة في ثلاثة أيام، متأثراً بفتح سلبي للبورصات في أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية. جاء هذا التراجع في ظل تصاعد المخاوف من مشروع القانون الضريبي الأمريكي المقترح، والذي قد يزيد العجز المالي ويؤثر على ثقة المستثمرين. في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية خلال التداولات الآسيوية. محاولةً التعافي من خسائر الأربعاء الكبيرة التي شهدها مؤشر S&P 500 بنسبة 1.6%، وهو أكبر تراجع يومي له منذ شهر.
ارتفاع عوائد السندات يزيد من توتر الأسواق
واصلت سندات الخزانة الأمريكية ذات العوائد الطويلة الأجل تراجعها. حيث تجاوز عائد السندات لأجل 30 عاماً حاجز 5%، مما يعكس مخاوف المستثمرين من تزايد العجز المالي الأمريكي. وأظهر مزاد سندات الخزانة لأجل 20 عاماً ضعفاً في الطلب. مما أثار تساؤلات حول قدرة الحكومة الأمريكية على تمويل ديونها المتزايدة. وأكدت “أودري جو” من ستاندرد تشارترد أن العوائد الطويلة الأجل قد تشهد مزيداً من الارتفاع بسبب القلق من تأثير مشروع الضرائب على المالية العامة.
تأثير المشهد العالمي على الأسواق الآسيوية
لم تقتصر المخاوف على الولايات المتحدة فقط، حيث ظهرت علامات توتر في سوق السندات اليابانية. مما يضع البنك المركزي الياباني أمام تحديات جديدة عند تقليص مشتريات السندات. كما شهدت العملة الكورية الجنوبية “الوون” تقلبات بعد بلوغها أعلى مستوى في ستة أشهر، وسط تقارير عن احتمال تدخل الولايات المتحدة لمعالجة الفائض التجاري الكوري.
توقعات متشائمة للأسهم وسط ارتفاع عوائد السندات
مع ارتفاع عوائد السندات، أصبحت تقييمات الأسهم المرتفعة موضع تساؤل. حيث حذر محللون من أن هذه البيئة قد تشكل ضغطاً هبوطياً على الأسواق. وفي سياق متصل، ارتفع الذهب للجلسة الرابعة على التوالي كملاذ آمن، بينما تراجعت أسعار النفط بسبب زيادة المخزونات الأمريكية والمخاوف الجيوسياسية.
الأسواق في انتظار قرارات حاسمة
تبقى الأسواق العالمية في حالة ترقب، حيث يتوقف مسارها القادم على تطورات السياسة الضريبية الأمريكية وردود فعل المستثمرين تجاه مخاطر العجز المالي. مع استمرار ارتفاع العوائد وتراجع الثقة، قد تشهد الأسهم مزيداً من التقلبات، خاصة مع اقتراب مواعيد القرارات السياسية والاقتصادية الرئيسية.