الأسهم السعودية

حذر في سوق الأراضي الخام بالرياض وتأثيره في قطاع إدارة وتطوير العقارات السعودي

TRMI

شهدت مدينة الرياض مؤخراً تزايداً ملحوظاً في عرض مساحات شاسعة من الأراضي الخام استباقاً لتطبيق الرسوم الجديدة. وبناءً على ذلك، قوبل هذا العرض المكثف بحذر شديد وعزوف واضح عن الشراء من قِبل المطورين والشركات والأفراد على حد سواء. علاوة على ذلك، يرى مختصون أن السيولة العقارية باتت أكثر انتقائية عقب موجات الضخ الكبيرة التي شهدتها السنوات السابقة. حيث إن المستثمرين يميلون حالياً نحو الفرص التي تضمن عوائد سريعة ودورة رأسمال واضحة المعالم. ومن ثم، انتهجت البنوك والصناديق الاستثمارية معايير أكثر دقة في تقييم المخاطر قبل تمويل صفقات الأراضي الضخمة.


تحولات ديناميكيات السوق العقارية وانعكاساتها على قطاع التطوير

وفيما يخص الأداء الميداني، أوضح المستشار العقاري صقر الزهراني أن الرياض شهدت في 2025 تعثر عدد من مزادات الأراضي الخام. وبالتالي، يظهر هذا المشهد تحولاً جذرياً في ديناميكيات السوق بعد سنوات من الارتفاعات المتسارعة التي بلغت ذروتها في عامي 2021 و2022. وحيث إن ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو نتيجة طبيعية لعملية تصحيح صحية يقودها التوجه الحكومي. ومن ناحية أخرى، أسهم توسع الدولة في تحرير مساحات واسعة من الأراضي في تقليل عنصر الندرة الذي كان يغذي الحماس في المزادات سابقاً. وبناءً عليه، تراجعت جاذبية تجميد الأموال لسنوات طويلة في الأراضي الخام لصالح المشاريع السكنية الجاهزة والتطوير المباشر.


تأثير المشهد العقاري الحالي في شركات إدارة وتطوير العقارات السعودية

وبالحديث عن قطاع إدارة وتطوير العقارات السعودي، فإن هذا الحذر في سوق الأراضي الخام يفرض واقعاً جديداً على شركات التطوير. حيث إن الشركات الكبرى أصبحت تركز بشكل أكبر على كفاءة الإدارة التشغيلية بدلاً من مجرد الاستثمار في الأصول الثابتة. علاوة على ذلك، يدفع هذا التوجه نحو الابتكار في نماذج التطوير العقاري لتقليل الهدر المالي وضمان سرعة التنفيذ لمواكبة الطلب المتزايد. وبالتالي، تتعزز مكانة الشركات التي تمتلك استراتيجيات مرنة وقدرة عالية على إدارة المشاريع السكنية المتكاملة التي تلبي تطلعات المستفيد النهائي. ومن ثم، يساهم هذا التحول في رفع مستوى الاحترافية داخل القطاع العقاري السعودي ليتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.


التوقعات المستقبلية واستدامة النمو في القطاع العقاري

ومن جانب آخر، يرى المحللون أن نجاح القرارات التنظيمية في ضبط توازن السوق سيؤدي إلى استدامة النمو على المدى الطويل. وحيث إن السيولة تتجه الآن نحو الفرص ذات العائد السريع، فإن هذا سيسرع من وتيرة توفر الوحدات السكنية في السوق المحلية. وبناءً عليه، ستحظى المشاريع التي توفر حلولاً سكنية مبتكرة وجاهزة بأولوية التمويل من قِبل الصناديق الاستثمارية والبنوك. ونتيجة لهذا، تبرز أهمية التكامل بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التوازن بين العرض والطلب. وبالتالي، تظل الرياض محركاً رئيسياً للسوق العقارية، ولكن بأسلوب استثماري أكثر نضجاً ووعياً بالمخاطر المحتملة.


تحليل فني لقطاع إدارة وتطوير العقارات السعودي

يُظهر الرسم البياني لقطاع إدارة وتطوير العقارات تحولاً سلبياً حاداً في هيكل السعر، حيث نجح البائعون في كسر خط الاتجاه الصاعد الرئيسي (الخط الأسود) الذي كان يدعم القطاع منذ أوائل عام 2023. وبناءً على ذلك، يتداول مؤشر القطاع حالياً عند مستوى 2,889.700 نقطة، مسجلاً تراجعاً في الجلسة الأخيرة. علاوة على ذلك، نلاحظ أن السعر يتداول بوضوح أسفل المتوسطات المتحركة (الخطوط الحمراء واللبنية). مما يؤكد سيطرة القوى البيعية وفشل محاولات الارتداد السابقة التي توقفت عند مقاومة 3,665.530 نقطة.


مؤشرات الزخم ومناطق الدعم والسيولة المستهدفة

وفيما يخص مؤشر القوة النسبية (RSI)، نلاحظ انخفاض القراءة إلى 26.41، وهو ما يشير إلى دخول القطاع في مناطق “التشبع البيعي” العميق. وبالتالي، تبرز منطقة الدعم القادمة والحرجة عند مستوى 2,765.300 نقطة، والتي تمثل منطقة طلب تاريخية قد تشهد محاولات تهدئة لحدة النزيف السعري. وحيث إن كسر هذا المستوى قد يفتح الباب أمام استهداف مستويات سيولة أعمق تقع عند 2,460.340 نقطة. ومن ناحية أخرى، تظل منطقة 3,229.460 نقطة (الخط البرتقالي) هي المقاومة المحورية التي يجب العودة فوقها لتخفيف النظرة السلبية الحالية.

تحليل فني لقطاع إدارة وتطوير العقارات السعودي
تحليل فني لقطاع إدارة وتطوير العقارات السعودي

الترجيح المستقبلي لقطاع إدارة وتطوير العقارات السعودي

استناداً إلى المعطيات الفنية، يعكس هبوط القطاع حالة “الحذر” و”العزوف” المذكورة في تقارير السوق حول الأراضي الخام. وبناءً عليه، فإن البقاء أسفل منطقة الكسر لخط الاتجاه الصاعد يرجح استمرار الموجة التصحيحية حتى يتم بناء قاع سعري جديد متماسك. وحيث إن الفجوة السعرية بين المستويات الحالية والقمم التاريخية عند 4,309.870 نقطة أصبحت واسعة. فإن العودة للمسار الصاعد تتطلب محفزات أساسية قوية تعيد الثقة للمستثمرين الانتقائيين. ونتيجة لهذا، يوصى بمراقبة سلوك السعر عند مستويات الدعم الحالية تحسباً لأي إشارات ارتدادية فنية قصيرة المدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى