خسارة قياسية لـ “سابك” في الربع الثاني 2025 وتماسك نسبي لسعر السهم

سجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” صافي خسارة بقيمة 4.1 مليار ريال خلال الربع الثاني من العام 2025. هذه الخسارة كانت أسوأ من تقديرات المحللين. وقد تأثرت الشركة بتكاليف غير متكررة تتعلق بإعادة الهيكلة. تُعد هذه الخسارة الأكبر في تاريخ الشركة. كما أنها تتجاوز مستويات الخسارة خلال فترة الجائحة وأزمة 2009. وهذا يمثل الربع الثالث على التوالي الذي تسجل فيه الشركة نتائج سلبية.
أسباب الخسائر وتفاصيل الأداء المالي:
وفقاً لوحدة التحليل المالي في صحيفة الاقتصادية، واصلت تكاليف المبيعات ارتفاعها. كان هذا الارتفاع واضحاً خصوصاً في المواد تامة الصنع. مما أدى إلى تسجيل أدنى دخل إجمالي منذ 2020 عند 4.4 مليار ريال. هذا الأمر انعكس سلباً على هوامش الربحية. رغم تراجع الأسعار، ارتفعت الكميات المبيعة بنحو 3% مقارنة بالربع السابق. هذا الارتفاع أسهم جزئياً في تخفيف الأثر السلبي. واستقرت إيرادات الشركة عند 35.6 مليار ريال.
تضمنت نتائج الربع الثاني تسجيل مخصصات وانخفاضاً في قيمة الأصول بقيمة 3.78 مليار ريال. تعود معظم هذه التكاليف إلى قرار إغلاق وحدة التكسير في مصنع تيسايد بالمملكة المتحدة. كما سجلت الشركة تراجعاً في مساهمة الشركات الزميلة. هذا التراجع جاء خاصة في الشركات العاملة في أوروبا، نتيجة لارتفاع التكاليف التشغيلية هناك.
تماسك السهم والتخطيط المستقبلي:
على الرغم من الخسارة التاريخية، أغلق سهم “سابك” المدرجة في سوق الأسهم السعودي جلسته على تراجع طفيف بنسبة 1.2%. لم يسجل السهم مستويات متدنية جديدة خلال العام. يُعزى هذا التماسك النسبي إلى استقرار المبيعات في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع البتروكيماويات عالمياً.
كما أظهرت النتائج تسجيل أرباح معدلة بنحو 480 مليون ريال (باستثناء البنود غير التشغيلية وغير المتكررة). بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت التدفقات النقدية. وهذا مكّن الشركة من توزيع أرباح نصف سنوية، رغم انخفاضها بنسبة 12% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.
أعلنت “سابك” أيضاً عن خطة استراتيجية تمتد من 2025 حتى 2030. تهدف الخطة إلى خفض المصاريف وتعزيز كفاءة الأصول. وقد تؤدي هذه الخطة إلى تحقيق وفورات مالية تقدر بـ3 مليارات دولار. وتُعد هذه الخطوة من العوامل التي قللت من وقع نتائج الربع الثاني.
ورغم التماسك النسبي للسهم في جلسة اليوم، إلا أنه تراجع بنحو 19% منذ بداية العام. كما تراجع بأكثر من 60% مقارنة بأعلى مستوى بلغه في 2022. وهذا يعكس استمرار التحديات التي يواجهها القطاع محلياً وعالمياً.
تحليل فني لسهم سابك
عند تحليل الرسم البياني لسهم سابك ، نلاحظ أن السهم يتداول حالياً عند 54.00 ريال سعودي. وقد شهد السهم تراجعاً بنسبة 1.19%- في تعاملات اليوم، مما يؤكد استمرار الضغط البيعي. يظهر الرسم البياني أن السهم يتداول بوضوح أسفل المتوسطات المتحركة الرئيسية، مما يعزز الاتجاه الهابط على المدى القصير والمتوسط.
أما عن مستويات المقاومة، فيواجه السهم مقاومة فورية عند 56.90 ريال سعودي. تليها مقاومة قوية عند 61.10 ريال سعودي. المقاومة الأبعد تقع عند 65.80 ريال سعودي. الثبات تحت هذه المستويات يُعد مؤشراً سلبياً، حيث أن اختراقها يتطلب زخماً قوياً.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن مستويات الدعم، يقع الدعم الفوري للسهم عند 53.00 ريال سعودي، والذي يمثل قاعاً سابقاً. يليه مستوى دعم هام عند 50.65 ريال سعودي. الدعم الأعمق يقع عند 50.00 ريال سعودي و 49.00 ريال سعودي. من المحتمل أن يتجه السهم لاختبار هذه المستويات في حال استمرار الضغط البيعي.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حالياً عند 40.90. هذا المستوى يشير إلى زخم سلبي نسبي، حيث يتداول المؤشر تحت مستوى 50، مما يؤكد الضغط الهبوطي على السهم.

الترجيح المستقبلي لحركة سهم سابك
ختاماً، بناءً على هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة سهم سابك يميل نحو استمرار الضغط الهبوطي، خاصة مع التداول أسفل المتوسطات المتحركة وفشل الارتداد من مستويات المقاومة. قد يتجه السهم لاختبار مستويات الدعم عند 53.00 ريال سعودي، ثم 50.65 ريال سعودي. أي ارتداد إيجابي يتطلب من السهم اختراق المقاومة عند 56.90 ريال سعودي، وهو ما يبدو صعباً في ظل الظروف الحالية.