دونالد ترامب يفرض حصاراً بحرياً شاملاً على فنزويلا و تصعيد عسكري يهدد استقرار أسواق النفط
أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، يوم الثلاثاء الماضي. عن فرض حصار بحري شامل يستهدف جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات، سواء كانت متجهة إلى فنزويلا أو خارجة منها. وبناءً على ذلك، أكد ترامب أن البلاد أصبحت محاصرة تماماً بواسطة أضخم أسطول بحري في تاريخ أمريكا الجنوبية. علاوة على ذلك، يأتي هذا القرار بعد استيلاء القوات الأمريكية على ناقلة نفط قرب السواحل الفنزويلية، الأمر الذي يمثل تحولاً جذرياً من مرحلة “تطبيق العقوبات” إلى العمل العسكري المباشر. مما أثار حالة من الارتباك الحاد في سوق النفط العالمي.
احتياطيات النفط العالمية في قلب الصراع السياسي
وفي سياق متصل، هدد دونالد ترامب بإرسال قوات برية إلى فنزويلا، التي تمتلك أضخم احتياطيات نفطية في العالم، تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات. ومن جانبه، رد الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” باتهام واشنطن بالسعي للاستيلاء على ثروات بلاده، محذراً من أن أي مغامرة عسكرية ستزعزع استقرار الإنتاج العالمي. وبالتالي، يستمر التصعيد في رفع وتيرة التقلبات والاضطرابات في الأسواق الدولية. حيث إن استمرار هذه التحركات الأمريكية ينذر بضرر أكبر يلحق بسوق النفط في الفترة المقبلة.
تداعيات الحصار على صادرات النفط وسوق العملات المشفرة
ومن ناحية أخرى، يرى محللو السوق أن الناقلات المستهدفة تشكل حوالي 70% من صادرات فنزويلا، والتي يذهب معظمها لمشترين آسيويين يتعاملون بالعملات الرقمية. ولهذا السبب، حذر المحللون من أن سوق العملات المشفرة قد يواجه خطر الانهيار نتيجة تضرر هذه الشبكة التجارية. وحسب تقديرات “أوليفروس”، ستفقد فنزويلا نحو 8 مليار دولار سنوياً من إيراداتها في حال انقطاع وصولها لهذه السفن. ونتيجة لذلك، سيتفاقم نقص الغذاء والوقود. مما قد يدفع التضخم للقفز إلى 700% خلال العام القادم وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.
استراتيجية “الأسطول الخفي” ومعدلات الإنتاج الحالية
وتجدر الإشارة إلى أن فنزويلا تنتج حالياً حوالي 900 ألف برميل يومياً، وهو رقم متواضع جداً مقارنة بذروة إنتاجها التاريخية البالغة 3.5 مليون برميل في التسعينيات. وفي الوقت الراهن، يقتصر خروج النفط غير الخاضع للعقوبات على شركة “شيفرون”. ومع ذلك، تعتمد فنزويلا على ما يُعرف بـ “الأسطول الخفي” المكون من 900 سفينة قديمة للتحايل على العقوبات. حيث إن هذه السفن تستخدم تكتيكات معقدة تشمل تعطيل أجهزة التتبع ونقل النفط بين السفن في عرض البحر لإخفاء مصدر الخام الفنزويلي.
توقعات الأسعار والمواقف الدولية من “التنمر الأمريكي”
وبالرغم من أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 1% فقط عقب الإعلان، إلا أن التوقعات تشير إلى ارتفاعات أكبر إذا طال أمد الحصار. وبحسب تقديرات “جولدوين جلوبال استراتيجيز”، فإن إزاحة مليون برميل يومياً من السوق قد يرفع الأسعار بمقدار 10 دولارات. وفي حال فرض الحصار الشامل، فقد ترتفع الأسعار بما يتراوح بين 5 و8 دولارات إضافية. وبناءً عليه، أعلنت الصين رفضها القاطع لما وصفته بـ “التنمر الأحادي” من جانب واشنطن، بينما حذرت موسكو من ارتكاب “خطأ فادح” يهدد أمن الملاحة الدولية ويقوض الاستقرار العالمي.
التحليل الفني للنفط (خام برنت)
يُظهر الرسم البياني لأسعار نفط خام برنت حالة من الارتداد الصاعد القوي بعد ملامسة قاع سعري عند مستوى 58.684 دولار. وبناءً على ذلك، نلاحظ أن السعر يتداول حالياً عند مستوى 60.459 دولار، حيث نجح في اختراق المتوسطات المتحركة السريعة والبطيئة صعوداً. مما يعكس تحولاً مؤقتاً في الزخم لصالح المشترين على المدى القصير. علاوة على ذلك، فإن الشموع الشرائية الأخيرة أظهرت قوة في الاندفاع نحو منطقة المقاومة المظللة باللون البرتقالي. وهو ما يشير إلى محاولة السعر لتغيير هيكلية الاتجاه الهابط السابقة.
المؤشرات الفنية ومناطق السيولة والمقاومة
وفيما يخص الزخم السعري، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 61.58، وهي قراءة إيجابية تدعم استمرار الصعود طالما بقيت فوق مستويات الخمسين. وبالتالي، يواجه السعر حالياً مقاومة فورية عند مستوى 60.640 دولار (المنطقة البرتقالية)، والتي في حال اختراقها. قد يفتح الطريق لاستهداف مستويات المقاومة التالية عند 61.826 دولار و 62.746 دولار. ومن ناحية أخرى، تبرز منطقة الدعم الفورية عند 59.374 دولار (المنطقة الزرقاء) كخط دفاع أول ضد أي تراجعات محتملة. حيث تمثل هذه المنطقة مستوى سيولة هام يجب الحفاظ عليه لاستكمال المسار الصاعد.

الترجيح المستقبلي للنفط (خام برنت)
استناداً إلى البنية الفنية الحالية، يظل السيناريو الإيجابي هو الأرجح طالما استقر السعر فوق مستوى 59.374 دولار. حيث إن الثبات فوق هذه المنطقة يمهد لاختبار مستويات الـ 64.056 دولار كهدف استراتيجي بعيد. وفي المقابل، فإن العودة للتداول أسفل مستوى 59.374 دولار قد تؤدي إلى تلاشي الزخم الشرائي الحالي والعودة لاختبار القاع عند 58.684 دولار. ونتيجة لذلك، يوصى بمراقبة السلوك السعري عند منطقة الـ 60.640 دولار بدقة. حيث إن الفشل في تجاوزها قد يؤدي إلى حركة تصحيحية هابطة لإعادة اختبار الدعم قبل محاولة صعود جديدة.










