مؤشر اليورو EUSTX50 بين طموحات عالمية وتحديات هيكلية

لا يستطيع اليورو EUSTX50 أن يحل محل الدولار الأمريكي بسرعة. في الحقيقة، لن يصبح ركيزة للنظام المالي العالمي قريباً. ذلك لأن الدول التي تستخدم اليورو أمامها شوط طويل. هذا الشوط يتعلق بتكاملها المالي والاقتصادي. وفقًا لعضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي جابرييل مخلوف، فالأمر يحتاج إلى وقت. بشكل عام، الدولار يسيطر حالياً. لكن اليورو يطمح لمنافسة أكبر.

مستقبل هيمنة الدولار ونقص الأصول الآمنة باليورو

هيمنة الدولار الأمريكي ستتراجع على المدى الطويل. هذا توقع جابرييل مخلوف، محافظ البنك المركزي الأيرلندي. ومع ذلك، أوروبا تفتقر حالياً لقدرة مالية موحدة. لا يوجد لديها أصول آمنة مثل سندات الخزانة الأمريكية. تلك السندات تعكس النظام الأمريكي القوي. وبالتالي، هذا يشكل عائقاً رئيسياً. في هذا الصدد، قال مخلوف في مؤتمر بفرنسا: “بصراحة، لم يتشكل النظام الاقتصادي الأوروبي بعد”. لذلك، اليورو يحتاج لمزيد من التطور.

مخاوف المستثمرين تدعم اليورو مؤقتًا

أضاف مخلوف أن تحركات العملات الأخيرة مؤثرة. هي شهدت ارتفاع قيمة اليورو مقابل الدولار. هذا الارتفاع لا يعكس قوة اليورو المطلقة. بل يعزى بشكل أكبر لمخاوف المستثمرين. تتعلق هذه المخاوف بسيادة القانون في الولايات المتحدة. وبالتالي، يعتبر دعم اليورو ظرفياً. ليس دليلاً قاطعاً على جاهزيته للمنافسة. لذلك، قال مخلوف: “من المُبكر القول إن هذا سيؤدي فجأة إلى استبدال اليورو بالدولار”. هو يرى أن اليورو ليس جاهزاً لذلك بعد.

فرص اليورو لتعزيز مكانته العالمية

كرّر عضو المجلس الحاكم دعوات زملائه. هم من البنك المركزي الأوروبي. يطالبون أوروبا باستغلال البيئة العالمية الحالية. هذه البيئة تتميز بعدم اليقين. يرون فيها فرصة لتعزيز أمن أوروبا. كذلك، رفع الحواجز داخل سوقها الموحدة. بالإضافة إلى ذلك، زيادة التمويل المشترك. هذا التمويل لتحقيق أهداف الأعضاء المشتركة. وفي هذا السياق، قال مخلوف: “هذه الفرص لتعزيز مكانة الاتحاد الأوروبي، وتعزيز سيادته واستقلاليته، مهمة، ويجب اغتنامها”. لذا، اليورو يمتلك فرصاً للنمو. لكن تحقيقها يتطلب جهوداً كبيرة. يجب على دول اليورو العمل معاً.

التحديات المستقبلية لمؤشر اليورو

يواجه مؤشر اليورو تحديات هيكلية. يجب على منطقة اليورو تحقيق تكامل أعمق. هي تحتاج لتطوير أصول مالية موحدة وقوية. مماثلة لتلك التي يقدمها الدولار الأمريكي. غياب ذلك يبطئ تقدم اليورو العالمي. كما أن أي توترات سياسية داخل الاتحاد. يمكن أن تؤثر سلباً على ثقة المستثمرين. لذلك، الاستقرار السياسي والاقتصادي ضروري. وهو يدعم مكانة اليورو المستقبلية. على الرغم من ذلك، يتوقع الخبراء تراجعاً تدريجياً. هذا التراجع سيكون لهيمنة الدولار. لكن، مسار اليورو يتطلب خطوات حثيثة.

ختاماً، بناءً على كل هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر اليورو (EUSTX50) يميل نحو استمرار الضغط الهبوطي. المؤشر يظهر علامات ضعف واضحة. ولذلك، فمن المتوقع أن يستهدف المؤشر مستويات الدعم الدنيا المذكورة. ومع ذلك، يجب علينا مراقبة مستويات الدعم بحذر شديد، فقد تشهد بعض التصحيحات. فأي ارتفاع قد يقابله بيع عند مستويات المقاومة.