الأسهم الأمريكية

مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بوصلة الاقتصاد الأمريكي في مهب الأحداث الجارية

S&P 500

يُعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) أحد أهم المؤشرات التي تعكس صحة الاقتصاد الأمريكي وأداء أكبر 500 شركة مدرجة في بورصات الولايات المتحدة. لا يقتصر تأثير هذا المؤشر على الأسواق الأمريكية فحسب، بل يمتد ليشمل الأسواق العالمية. حيث يعتبره المستثمرون مقياساً رئيسياً لشهية المخاطرة والتوجهات الاقتصادية الكبرى. تتأثر حركة أسعار المؤشر بشكل كبير بمجموعة من الأحداث الجارية والعوامل الاقتصادية والسياسية التي تستوجب متابعة دقيقة.

السياسات التجارية والرسوم الجمركية: محور التقلبات

في الآونة الأخيرة، عادت السياسات التجارية و الرسوم الجمركية لتلقي بظلالها على حركة مؤشر S&P 500. مع استمرار الحديث عن فرض رسوم جمركية جديدة أو زيادة الحالية، خاصة تلك المتعلقة بالصين، يشعر المستثمرون بالقلق. فعلى سبيل المثال، أدت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج أمريكا إلى تراجع أسهم شركات إعلامية كبرى مثل نتفليكس وديزني. كما أن خطط مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم أدت إلى تراجعات في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية. هذا الغموض المستمر حول مستقبل الرسوم الجمركية يضع ضغطًا على الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية، مما ينعكس سلبًا على أرباحها وبالتالي على أداء المؤشر.

السياسة النقدية والتضخم: ميزان حساس

تلعب قرارات البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، دوراً محورياً في تحديد اتجاه مؤشر S&P 500. تعد أسعار الفائدة أداة رئيسية تؤثر في تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، وبالتالي في الإنفاق والاستثمار. فخفض أسعار الفائدة عادة ما يحفز الاقتصاد ويدعم الأسهم. بينما رفعها قد يكبح التضخم ولكنه يضغط على النمو وأسعار الأسهم.

يرتبط التضخم ارتباطاً وثيقاً بالسياسة النقدية. فعندما ترتفع معدلات التضخم، قد يلجأ الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة لكبح جماح الأسعار، مما قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي ويؤثر سلبًا على أرباح الشركات. على العكس، تشير بعض التقارير إلى أن ارتفاع مؤشر S&P 500 جاء بعد تقارير تضخم أمريكية تشير إلى احتمالية السيطرة عليه. مما يفتح الباب أمام سياسات نقدية أكثر تيسيراً مستقبلاً. يراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم وتصريحات مسؤولي الفيدرالي لتوقع الخطوات القادمة وتأثيرها على السوق.

المؤشرات الاقتصادية وأرباح الشركات: مقياس الأداء

لا يمكن فصل حركة مؤشر S&P 500 عن أداء الشركات المكونة له وعن المؤشرات الاقتصادية الكلية. نمو الناتج المحلي الإجمالي، معدلات البطالة، بيانات الإنفاق الاستهلاكي، ومؤشرات قطاع التصنيع كلها عوامل رئيسية تعطي إشارات حول صحة الاقتصاد الأمريكي. أظهرت بعض البيانات الأخيرة انكماش قطاع التصنيع الأمريكي للشهر الثالث على التوالي في مايو، مما يشير إلى استمرار ضعف الطلب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تقارير أرباح الشركات تلعب دوراً حاسماً. فالشركات التي تحقق نموًا ثابتًا في الإيرادات والأرباح تكون أكثر جاذبية للمستثمرين. مما يعزز قيمتها السوقية وبالتالي يؤثر إيجابًا على المؤشر. التوقعات المتفائلة لأرباح الشركات، كما فعل بنك باركليز مؤخراً برفع مستهدف مؤشر S&P 500 لعام 2025، تدعم معنويات المستثمرين.

التطورات التكنولوجية والأحداث الجيوسياسية: مؤثرات إضافية

لا يمكن إغفال تأثير التطورات التكنولوجية، خاصة في قطاع التكنولوجيا الذي يشكل نسبة كبيرة من مؤشر S&P 500. فالابتكارات المستمرة في مجال الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال، قد تدعم أسهم الشركات الرائدة في هذا المجال وتدفع المؤشر للارتفاع. من ناحية أخرى، يمكن أن تؤثر الأحداث السياسية والجيوسياسية غير المتوقعة، مثل النزاعات والتوترات الدولية، بشكل كبير على معنويات المستثمرين وتؤدي إلى تقلبات حادة في الأسواق.

 

التحليل الفني لمؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500

يواجه مؤشر S&P 500 حاليًا مقاومة قوية عند مستوى 6000 نقطة، مما يشكل حاجزًا صعبًا أمام أي ارتفاع إضافي. لاختراق هذا المستوى بنجاح، يحتاج المؤشر إلى قوة شرائية كبيرة. إذا تمكن من تجاوز 6000 نقطة، فقد يستهدف إعادة اختبار القمة عند 6151 نقطة. اختراق هذا المستوى الأخير سيفتح الباب لتكوين قمة جديدة بالقرب من 6500 نقطة بشكل مبدئي. ولكن، إذا فشل المؤشر في اختراق 6151 نقطة، فقد يعود لاختبار مستوى الدعم عند 5846 نقطة من جديد.

 

وأخيرا وكما موضح على الرسم المرفق، أهم مستويات الدعم، والمقاومة، التي تحترمها حركة الأسعار.
التحليل الفني لمؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500
التحليل الفني لمؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500

أولا الدعوم والمقاومات:

    • الدعم الأول: 5846
    • الدعم الثاني: 5717
    • المقاومة الأولى: 6000
    • المقاومة الثانية : 6151

ثانيا المؤشرات الفنية:

  • المتوسطات المتحركة: الأسعار تتحرك أعلي من المتوسطات المتحرك EMA 50,20, والتي يلزم الثبات أعلاها لمزيد من الإيجابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى