
في تصعيد خطير وجديد لحدة التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، شهدت المنطقة سلسلة من الضربات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران والتي ساهمت في إرتفاع أسعار النفط، وذلك لليوم الثاني على التوالي. هذه المواجهات بدأت حينما أعلنت إسرائيل عن نجاح قواتها الجوية في تنفيذ هجمات على منشآت إيرانية نووية. اعتمدت إسرائيل في ذلك على “معلومات استخباراتية دقيقة” جمعتها مديرية الاستخبارات الإسرائيلية. التلفزيون الرسمي الإيراني أكد السبت مقتل ثلاثة علماء نوويين إضافيين في الهجمات الإسرائيلية. وبذلك، ارتفع العدد الإجمالي للعلماء الذين قتلوا في الضربات منذ الجمعة إلى تسعة.
ولم تقف إيران مكتوفة الأيدي. بل كان ردها سريعًا. قامت بإطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل. حاولت استهداف مواقع استراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية. وعلى الرغم من كثافة الهجمات، تمكنت منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية من اعتراض الغالبية العظمى من هذه الصواريخ. لكن، البعض منها أحدث أضراراً ملحوظة. ووفقاً لما أوردته مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن الضرر الذي لحق بمنشأتي أصفهان ونطنز النوويتين يُعد بالغاً. وبالتالي، من المتوقع أن تتطلب عملية إصلاح هذه الأضرار عدة أسابيع.
تأثيرات التوتر على حركة الطيران وأسعار النفط
رغم هذه التوترات العسكرية الحادة، انتعشت حركة الطيران تدريجياً في المنطقة. حيث أعلنت الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان وسوريا عن إعادة فتح مجالاتها الجوية. هذا جاء أمام حركة الملاحة الجوية. وقد حدث هذا بعد إغلاق مؤقت كان نتيجة للضربات العسكرية. أما العراق، فقد قررت تمديد إغلاق مجالها الجوي حتى ساعات المساء. ذلك جاء نتيجة للوضع الأمني المتوتر. مما أثر بشكل كبير في حركة المرور الجوي. ويُعد هذا الممر حيوياً يربط بين قارات أوروبا وآسيا.
وتواجه شركات الطيران، سواء العالمية منها أو الإقليمية، تحديات متزايدة. هذا يحدث في ظل هذه الأزمات المتفاقمة. إذ اضطر عديد منها إلى إعادة دراسة وتعديل مساراته الجوية. أو حتى تعليق رحلاته في بعض الحالات. هذا أدى إلى تأثيرات سلبية واضحة في الجدوى الاقتصادية وتوقيت الرحلات. وعلى صعيد متصل، قررت إسرائيل إغلاق مطار بن جوريون في تل أبيب. في حين، أغلقت إيران مجالها الجوي تماماً بعد سلسلة الضربات الإسرائيلية.
تداعيات على أسعار النفط والوضع العالمي
بشكل مباشر، تؤثر التوترات في الشرق الأوسط بشكل كبير على أسعار النفط العالمية. حيث تُعد المنطقة منتجاً رئيسياً للنفط وممراً حيوياً لشحناته. لذلك، أي تصعيد يزيد من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات. وهذا يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار بشكل فوري. في هذه الحالة، ومع استمرار الضربات المتبادلة، يمكن توقع زيادة في تقلبات أسعار النفط وارتفاعها، مما يضيف ضغوطاً على الاقتصادات العالمية التي تعتمد على النفط.
وعليه، تأتي هذه الاضطرابات الجوية في منطقة الشرق الأوسط لتضيف مزيداً من التعقيد إلى الوضع العالمي. خاصة في ظل الأزمات المتجددة في كل من روسيا وأوكرانيا. إضافة إلى ذلك، الاشتباكات المتفرقة والمستمرة بين دولتي باكستان والهند. كل هذا يزيد من الضغوط على شركات الطيران. فهي تجد نفسها مضطرة لتفادي الأجواء المتوترة. كما تعالج التوفيق بين تحقيق السلامة التشغيلية وضمان الإيرادات الاقتصادية المستدامة.
التحليل الفني لسعر النفط اليوم UKOIL
يُظهر الشارت المرفق لسعر النفط UKOIL حركة سعرية قوية صعودية خلال شهر يونيو، حيث سجل السعر ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى مستويات تتجاوز 74 دولاراً. حالياً، يواجه السعر منطقة مقاومة فورية حول مستوى 78.46 دولار، وهي نقطة ارتداد سابقة. في حال نجاح السعر في اختراق هذا المستوى والثبات فوقه، يمكن أن يفتح الطريق لاستهداف مناطق مقاومة أعلى عند 82.53 دولار، ومن ثم القمة السابقة عند 87.926 دولار. وفي نهاية المطاف، يظل الهدف الأبعد هو منطقة المقاومة القوية للغاية بين 89.811 و92.145 دولاراً، والتي مثلت قمة تاريخية سابقة.
على الجانب الآخر، تُعد المنطقة بين 70.09 و72.09 دولاراً منطقة دعم قوية، حيث كانت سابقاً مقاومة وتحولت الآن إلى دعم بعد الاختراق الأخير. كذلك، حافظ السعر على ارتداد حاسم من منطقة دعم أدنى عند 58.374 – 61.526 دولاراً، مما يؤكد قوة هذه المنطقة كقاع تاريخي حديث.
من الناحية الفنية، يُلاحظ أن السعر تداول بقوة أعلى المتوسطات المتحركة، وهذا يعكس زخمًا إيجابيًا واضحًا في الاتجاه الصاعد. ولكن، يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) الذي يتجاوز مستوى 74 إلى أن السعر في منطقة ذروة شراء، مما قد ينذر باحتمالية حدوث تصحيح هبوطي قصير الأجل أو فترة من التماسك قبل استئناف الصعود، خاصة إذا لم يحافظ السعر على زخمه فوق المستويات الحالية. عموماً، يستمر الاتجاه العام في الإيجابية طالما بقي السعر فوق مناطق الدعم الرئيسية المذكورة.
وكما هو موضح في الرسم المرفق، نوضح أهم مستويات الدعم والمقاومة، بالإضافة إلى المؤشرات المساعدة في اتخاذ القرار.

أولا الدعوم والمقاومات:
-
- الدعم الأول: 70.69
- الدعم الثاني: 68.64
- المقاومة الأولى: 75.43
- المقاومة الثانية : 78.46
- المتوسطات المتحركة: الأسعار تتحرك أعلي المتوسطات المتحرك EMA 20,50 وهي إشارة تدل علي قوة المشتريين، يلزم الثبات أعلاها لمزيد من اللإيجابية.
- مؤشر الزخم RSI: يتحرك بالقرب أعلي مستوي ال 70. وهي منطقة تشبع شراء ولذلك يلزم أخذ الحيطة والحظر.