العملات

تصعيد التوترات في الشرق الأوسط يغذي مخاوف الإمدادات ويدعم إرتفاع أسعار النفط

UKOIL

تداول سعر نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) عند حوالي 75.50 دولارًا للبرميل خلال التداولات الآسيوية يوم الاثنين. ومع ذلك، شهدت أسعار النفط تراجعًا عن أعلى مستوى له في خمسة أشهر عند 76.74 دولارًا. وعلى الرغم من ذلك، افتتح سعر غرب تكساس الوسيط على ارتفاع بأكثر من 2%. هذا الارتفاع جاء، بالطبع، نتيجة تزايد المخاوف بشأن الإمدادات العالمية. بالفعل، شنت الولايات المتحدة ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.


الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية وتأثيرها على تصعيد الصراع

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت، تدمير المواقع النووية الإيرانية الرئيسية. وقد شملت هذه المواقع، على سبيل المثال، فوردو ونطنز وأصفهان. أتت هذه الضربات، بالتالي، في هجمات ليلية بالتنسيق مع هجوم إسرائيلي. بناءً على ذلك، يتوقع المحللون تصعيد هذا الصراع في الشرق الأوسط. في المقابل، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها بقوة. يشير هذا، بوضوح، إلى مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي. وعلى وجه الخصوص، تراقب الأسواق العالمية التطورات عن كثب. كذلك، تتوقع الأسواق تداعيات واسعة على إمدادات الطاقة، وأيضًا، على استقرار المنطقة بأكملها.

يجد المحللون أنفسهم، نتيجة لذلك، أمام سيناريوهات متعددة. كل سيناريو، بدوره، ينطوي على مخاطر كبيرة. على سبيل المثال، قد يؤدي أي رد فعل إيراني إلى تدهور الوضع بسرعة. هذا التدهور، بالتالي، قد يؤثر على الملاحة البحرية. أيضًا، قد يؤثر على البنية التحتية النفطية. وهذا بدوره، دون شك، يدفع أسعار النفط نحو مزيد من الارتفاع.


مضيق هرمز: نقطة اشتعال عالمية حاسمة لتأثيرها على إمدادات النفط

يتوقع المتداولون مزيدًا من الارتفاع في أسعار النفط وسط مخاوف متزايدة. يرجع ذلك أساسًا إلى احتمالية أن يؤدي رد إيراني إلى إغلاق مضيق هرمز. وبشكل حاسم، يمر عبر هذا المضيق نحو 20% من إمدادات النفط الخام العالمية. وقد وافق البرلمان الإيراني بالفعل، في خطوة ملحوظة، على إجراء لإغلاق المضيق. وعلى الرغم من ذلك، كانت إيران قد هددت بإغلاق المضيق سابقًا. لكنها لم تُنفذ هذه الخطوة قط في الماضي، وفقًا لقناة برس تي في الإيرانية عبر رويترز.

نقلت رويترز عن جون جوه، كبيرة المحللين في شركة سبارتا كوموديتيز، قولها: “تضاعفت مخاطر تضرر البنية التحتية النفطية”. وأضافت جوه أن حركة الشحن البحري في المنطقة ستشهد على الأرجح انخفاضًا. وبالرغم من وجود خطوط أنابيب بديلة لتصدير النفط الخام إلى خارج المنطقة، فإن كميات من النفط الخام لا يمكن للمصدرين تصديرها بالكامل. هذا يحدث إذا أصبح مضيق هرمز مغلقًا بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي اضطراب في الملاحة سيزيد من تكاليف التأمين والشحن. وهذا ينعكس مباشرة، بالطبع، على أسعار النفط العالمية.

تثير هذه التطورات قلقًا عميقًا لدى الحكومات والشركات على حد سواء. تسعى الحكومات لتأمين مصادر الطاقة. بينما تبحث الشركات عن طرق بديلة لتأمين إمداداتها. هذا الوضع يؤكد، بشكل قاطع، حساسية سوق النفط تجاه الأحداث الجيوسياسية. كما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز. وبالتالي، يواصل المستثمرون مراقبة أي تطورات جديدة بحذر شديد. كل تصريح أو تحرك، في هذا السياق، قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار. تتعمق المخاوف من تأثير هذه الأحداث على الاقتصاد العالمي. وبالتحديد، على معدلات التضخم وأسعار المستهلك.


تحليل فني لسعر نفط برنت (UKOIL)

يُظهر الرسم البياني لأسعار نفط برنت (UKOIL) بوضوح حركة سعرية صاعدة. في الواقع، هذه الحركة قوية وملحوظة للغاية. وبشكل محدد للغاية، يتداول النفط حاليًا قرب 78.300 دولارًا للبرميل. وقد جاء هذا الارتفاع، بطبيعة الحال، بعد ارتداد قوي من قاع سابق.

بالنظر إلى المستقبل القريب، تظهر مقاومات رئيسية عديدة. فأولاً وقبل كل شيء، تقع المقاومة الفورية عند 79.466 دولارًا. علاوة على ذلك، نجد مستوى 81.334 دولارًا كمقاومة تالية. يلي ذلك مباشرة 82.376 دولارًا. وبالطبع، يظل الوصول إلى القمة التاريخية 92.145 دولارًا هو الهدف الأبعد.

وعلى الجانب الآخر تمامًا من التحليل، يُعتبر 77.256 دولارًا أقرب دعم هام للنفط. يلي ذلك مباشرة وبالتحديد 75.536 دولارًا. كذلك، توجد أيضاً منطقة دعم قوية أوسع بين 70.690 و 70.000 دولارًا. وفي النهاية، يُشكل 61.526 دولارًا دعمًا تاريخيًا أخيرًا.

أسعار النفط
أسعار النفط
التحليل الفني لسعر النفط اليوم UKOIL

وفيما يخص الترجيح المستقبلي للحركة السعرية، يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تشبعًا شرائيًا واضحًا عند 71.10. مما يشير بالفعل وبقوة لاحتمال تصحيح هبوطي قصير المدى. ومع ذلك، طالما حافظ النفط على تداولاته بثبات فوق مناطق الدعم الرئيسية، فإن الترجيح العام يبقى بقوة نحو استمرار الاتجاه الصاعد. لذلك، يجب على جميع المتداولين والمستثمرين مراقبة التطورات الجيوسياسية الراهنة عن كثب ودقة. إذ تؤثر هذه التطورات بشكل مباشر وحاسم على العرض والطلب العالميين للنفط.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى