إسرائيل تستهدف حقل غاز إيراني عملاق وتداعياته على أسواق الطاقة العالمية

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيداً غير مسبوق في الأيام الأخيرة. بعد قيام إسرائيل بتنفيذ ضربة جوية استهدفت منشآت حيوية تابعة لقطاع الطاقة الإيراني. هذا الهجوم المباشر على حقل “بارس الجنوبي” للغاز. أحد أكبر حقول الغاز الطبيعية في العالم أثار موجة قلق واسعة في الأسواق العالمية. حيث بدأت تظهر تداعيات فورية على أسعار النفط والغاز.
تداعيات اقتصادية واسعة النطاق
أدى الهجوم الإسرائيلي إلى توقف مفاجئ في إنتاج الغاز من الحقل الإيراني-القطري المشترك، مما أثر على ما يقرب من ثلثي الإمدادات المحلية الإيرانية. كما تسبب الحريق الكبير الذي اندلع في المنشأة في تعطيل خطوط الإنتاج، مع توقعات بتراجع الصادرات الإيرانية من المكثفات النفطية إلى الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين.
من جهة أخرى، شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات حادة منذ بداية الأزمة، حيث قفزت العقود الآجلة للنفط الخام بنسبة ملحوظة قبل أن تستقر عند مستويات مرتفعة. ويحذر خبراء الطاقة من أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في سلاسل الإمداد العالمية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الطلب على مصادر الطاقة.
ردود فعل دولية وتحليلات الخبراء
علق محللو الطاقة الدوليون على التطورات الأخيرة بتشديد، حيث وصفها بعضهم بأنها “أخطر تصعيد منذ هجوم بقيق 2019”. وأشاروا إلى أن استهداف البنية التحتية للطاقة يمثل سابقة خطيرة قد تغير قواعد الاشتباك في المنطقة.
من جانبها، تحاول إيران احتواء الأضرار مع تأكيدها على قدرتها على استعادة الإنتاج بسرعة. إلا أن مراقبين يشككون في هذه الادعاءات، خاصة في ظل العقوبات الدولية التي تعيق عملية استيراد المعدات والتقنيات اللازمة للصيانة.
مستقبل أزمات الطاقة في المنطقة
تثير الأحداث الأخيرة تساؤلات حول مستقبل أمن الطاقة في منطقة الخليج، التي تزود العالم بأكثر من ثلث احتياجاته النفطية. مع تصاعد وتيرة الاستهدافات المتبادلة، يزداد قلق الدول المستوردة من احتمالية تعرض الإمدادات لخطر حقيقي.
ختاماً، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، حيث تختلط العوامل الجيوسياسية بالاعتبارات الاقتصادية، مما قد يدفع الأسواق العالمية إلى مواجهة صدمات متتالية في الفترة المقبلة. وتظل الأسئلة حول مدى قدرة الأطراف المعنية على احتواء الأزمة دون المزيد من التصعيد مفتوحة على جميع الاحتمالات.