إيثريوم تتحول إلى “احتياطي رقمي عالمي” مع وصول العملات المستقرة إلى 165 مليار دولار

تواصل منظومة إيثريوم (Ethereum) جذب الانتباه بقوة. خاصة بعد وصول العملات المستقرة المُصدرة على بلوكتشينها إلى نحو 165 مليار دولار من الاحتياطيات. هذا الرقم يضع إيثريوم بين الأكبر عالميًا من حيث الاحتياطيات. حيث تحتل نحو المرتبة 22 بين احتياطيات النقد الأجنبي على مستوى العالم، متجاوزة بعض الاحتياطيات الوطنية مثل سنغافورة والهند. ويؤكد هذا التطور دور إيثريوم المتزايد، إذ لم تعد مجرد منصة للعقود الذكية اللامركزية، بل تحولت إلى ما يشبه الاحتياطي الرقمي على نطاق كلي.

حذر المستثمرين وتموضع المؤسسات تحسباً لارتداد السعر

على الرغم من هذا النمو في الاحتياطيات، يتراجع سعر ETH الفوري، لينخفض دون 4,000 دولار أمريكي، وهو ما يعكس حذر المستثمرين في السوق. ومع ذلك، يراقب المشاركون في السوق عن كثب تموضع المؤسسات والمقاييس على السلسلة. وذلك لمعرفة ما إذا كان دور إيثريوم الجديد كاحتياطي رقمي يمكن أن يدفع بزخم سعري متجدد قريبًا.

وتشير بيانات على السلسلة ونشاط التداول إلى تموضع استراتيجي من المشاركين المؤسسيين والمتداولين الكبار تحسّبًا لارتدادات محتملة لسعر ETH. ويُلاحظ ارتفاع المراكز الطويلة، مما يعكس اهتمام المستثمرين بالتعرض الفوري والسيولة المرتبطة بالعملات المستقرة. على سبيل المثال، تمتلك محافظ حيتان محددة نحو 39,000 ETH (بقيمة 150 مليون دولار) كمراكز طويلة الأجل، مما يدل على تراكم ملحوظ من كبار المشاركين.

ديناميكيات السوق والتوجهات المستقبلية

يشير مراقبو السوق إلى أن هذه الاتجاهات تشبه سلوك الأصول الاحتياطية التقليدية. مبرزةً إمكانات إيثريوم كأداة على مستوى الاقتصاد الكلي لتخصيص رأس المال. ومع أن ثقة المستثمرين تنمو، يبقى التنفيذ حاسماً. وستحدد عوامل مثل التوكنوميكس، وعوائد الرهن، والوضوح التنظيمي، وأداء الشبكة ما إذا كان بإمكان إيثريوم الحفاظ على سرديتها على مستوى الأصول الاحتياطية.

وفي سوق المشتقات، تحولت معدلات التمويل مؤخراً إلى السلبية. مما يشير إلى توازن بين المراكز الطويلة والقصيرة، ويدل على احتمال حدوث ضغطات سعرية قصيرة الأجل. ومن المرجح أن يشكل هذا الديناميك، بالاقتران مع التدفقات المؤسسية وإصدار العملات المستقرة، مسار ETH في الأسابيع والأشهر المقبلة.