العملات

ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في روسيا والشرق الأوسط

UKOIL

قفزت أسعار النفط بأكثر من دولار خلال تداولات اليوم الإثنين، مدفوعة باتهامات روسية لأوكرانيا باستهداف مقر إقامة الرئاسة. وبناءً على ذلك، زادت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.1% لتستقر عند 61.94 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.4% ليصل إلى 58.08 دولار. علاوة على ذلك، يأتي هذا الارتفاع ليعوض الخسائر التي تكبدها الخامان يوم الجمعة الماضي والتي تجاوزت 2%. حيث إن حالة القلق من اضطراب الإمدادات عادت لتسيطر على المشهد بفعل التطورات الميدانية المتسارعة.


الاتهامات المتبادلة وأثرها على مسار محادثات السلام

وفيما يخص الملف الروسي الأوكراني، اتهمت موسكو كييف بشن هجوم بطائرات مسيرة على مقر الرئاسة في شمال البلاد، مما دفع الكرملين لإعادة النظر في مفاوضات السلام. وبالتالي، نفت أوكرانيا هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، واصفة إياها بمحاولة لإيجاد “تبريرات زائفة” لشن ضربات إضافية ضدها. وحيث إن الرئيس الأوكراني زيلينسكي كان قد أشار سابقاً إلى تقدم ملموس في المحادثات مع الجانب الأمريكي لإنهاء الحرب، فإن هذه التطورات قد تعرقل الجهود الرامية لوضع اللمسات النهائية على إطار السلام المقترح الأسبوع المقبل.


مخاوف الإمدادات في الشرق الأوسط وشح الأسواق العالمية

وبالحديث عن منطقة الشرق الأوسط، تحول تركيز المستثمرين نحو اليمن وسط أنباء عن غارات جوية وتوترات عسكرية في محافظة حضرموت. وبناءً عليه، حذرت شركات استشارية من أن عدم الاستقرار المتجدد يبقي خطر انقطاع الإمدادات حاضراً بقوة في أذهان المتعاملين. علاوة على ذلك، يسهم ارتفاع واردات الصين من النفط الخام المنقول بحراً في زيادة حالة الشح بالأسواق العالمية. وحيث إن المحللين يتوقعون أن يمثل مستوى 60 دولاراً حداً أدنى لسعر برنت، فإن هناك تطلعات بانتعاش طفيف في عام 2026 مع احتمال توقف نمو إمدادات الدول خارج “أوبك+“.


ترقب بيانات المخزونات الأمريكية والطلب العالمي

ومن ناحية أخرى، يترقب مستثمرو الطاقة صدور بيانات المخزونات الأمريكية للأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر، رغم تأخر نشر التقرير الرسمي. وبالتالي، تشير استطلاعات الرأي إلى توقعات بانخفاض مخزونات النفط الخام، مقابل ارتفاع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وبناءً عليه، تظل السوق في حالة تأهب لتقييم مستويات الطلب المحلي في الولايات المتحدة. ونتيجة لهذا، يظل التوازن بين التوترات الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية هو المحرك الرئيسي لأسعار الطاقة في المدى المنظور.


تحليل فني لـ خام برنت (UKOIL)

يتحرك خام برنت بوضوح داخل نموذج وتد هابط (Falling Wedge) ممتد منذ شهر أكتوبر. حيث تنحصر التداولات بين قمم وقيعان تنازلية تضيق تدريجياً. وبناءً على ذلك، يتداول السعر حالياً عند مستوى 61.476 دولار، محاولاً التماسك فوق المتوسطات المتحركة (الخطوط الحمراء واللبنية) التي بدأت تظهر تقارباً يعكس تراجع حدة الزخم الهبوطي. علاوة على ذلك، نلاحظ أن السعر يقترب بشكل حثيث من الضلع العلوي لهذا الوتد، مما يجعل الحركة القادمة حاسمة لتحديد مسار الاتجاه في المدى المتوسط.


شروط التفاؤل ومستويات المقاومة الاستراتيجية

وفيما يخص استعادة النظرة الإيجابية، يلزم السعر بشكل قاطع اختراق الضلع العلوي للوتد الهابط والاستقرار فوقه لفتح الباب أمام موجة صعود جديدة. وبالتالي، تبرز أولى المقاومات الهامة عند مستوى 62.701 دولار. والتي يمثل تجاوزها تأكيداً أولياً على نجاح الاختراق. وحيث إن أهداف النموذج الفنية تمتد لتشمل مستويات 64.056 دولار ثم 65.275 دولار، وصولاً إلى القمة الرئيسية السابقة عند 66.756 دولار، فإن زخم الشراء يحتاج لدعم قوي فوق مناطق الاختراق لضمان استمرارية التفاؤل.

تحليل فني لـ خام برنت (UKOIL)
تحليل فني لـ خام برنت (UKOIL)

الترجيح المستقبلي لـ خام برنت (UKOIL)

وبالحديث عن مؤشر القوة النسبية (RSI)، نلاحظ استقرار القراءة عند 48.41. وهي منطقة حيادية تمنح السعر مساحة كافية للتحرك في كلا الاتجاهين قبل الوصول لمناطق التشبع. ومع ذلك، تظل منطقة الدعم الفورية عند مستوى 60.526 دولار هي صمام الأمان الحالي، تليها منطقة الدعم الأقوى عند 59.374 دولار. ونتيجة لهذا، يمثل مستوى 58.684 دولار (الخط الأحمر) القاع الذي يجب عدم كسره للحفاظ على هيكل الوتد الحالي. وبناءً عليه، يترقب المتداولون بحذر أي إغلاق شمعة أربع ساعات فوق الضلع العلوي كإشارة دخول فنية قوية نحو الأهداف العلوية المذكورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى