شهد الدولار الأمريكي ارتداداً من أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر، والتي سجلها عند حوالي 1.3730 مقابل نظيره الدولار الكندي في وقت سابق من هذا الأسبوع. ومع ذلك، لم يتمكن السعر من تجاوز حاجز المقاومة عند 1.3800. ونتيجة لهذا التعثر، يتذبذب الزوج حالياً في منطقة ضبابية حول مستوى 1.3780. وحيث إن الوضوح مفقود في الوقت الراهن، فإن المتداولين يفضلون الانتظار لحين صدور بيانات التضخم الأمريكية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية كبرى.
توقعات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي وتأثير غياب بيانات أكتوبر
وفيما يخص التوقعات، تشير التقديرات إلى احتمال ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي إلى 3.1% على أساس سنوي في نوفمبر، مقارنة بـ 3.0% في سبتمبر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بيانات سبتمبر هي آخر الأرقام المتاحة. بما أن إغلاق الحكومة الأمريكية تسبب في توقف جمع البيانات لإصدار شهر أكتوبر. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يظل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي ثابتاً دون تغيير عند مستوى 3%.
سوق العمل والضغوط المحتملة على العملة الخضراء
وبناءً على المعطيات الحالية، سيولي المستثمرون اهتماماً بالغاً ببيانات نوفمبر، لا سيما مع تراكم إحصاءات الوظائف غير الزراعية المتأخرة التي أظهرت بوادر تباطؤ في سوق العمل. إضافة إلى ذلك، لوحظ ارتفاع في معدلات البطالة مع تباطؤ موازي في تضخم الأجور. وبالتالي، فإن صدور أرقام تضخم منخفضة سيعزز الآمال بخفض أسعار الفائدة قريباً. مما سيؤدي حتماً إلى زيادة الضغوط الهبوطية على الدولار الأمريكي.
الدولار الكندي واستقرار التضخم المحلي
ومن ناحية أخرى، قلص الدولار الكندي بعض مكاسبه التي حققها مطلع الأسبوع. ويأتي ذلك بعدما كشفت بيانات أسعار المستهلكين في كندا أن التضخم ظل مستقراً بشكل عام خلال شهر نوفمبر. ونتيجة لذلك، خف الضغط بشكل ملحوظ على بنك كندا لبدء تشديد سياسته النقدية في وقت قريب. الأمر الذي ساهم في إعادة توازن القوى بين العملتين بشكل مؤقت.
التحليل الفني لزوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي (USD/CAD)
بناءً على المعطيات الفنية الموضحة في الرسم البياني لزوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي (USD/CAD) على إطار الـ 4 ساعات. نلاحظ أن الزوج يشهد حالياً مرحلة من الضغوط البيعية الحادة التي أدت إلى كسر خط الاتجاه الصاعد الرئيسي المتمثل بالخط الأسود المائل. وبناءً على ذلك، يتم تداول السعر حالياً عند مستوى 1.37856. حيث يظهر بوضوح تحت تأثير المتوسطات المتحركة السريعة والبطيئة (الخطوط الحمراء والزرقاء) التي تعمل حالياً كمقاومات ديناميكية تمنع أي محاولة فورية للارتداد الصاعد. علاوة على ذلك، فإن كسر السعر لمناطق المقاومة السابقة عند 1.38717 وتحوله للتداول أدناها يعزز من سيطرة القوى البيعية على المدى القصير والمتوسط.
وفيما يخص مستويات السيولة والمؤشرات الفنية، يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 52.25. مما يشير إلى وجود حالة من التذبذب في المنطقة المحايدة مع ميل طفيف نحو الاستقرار بعد موجة الهبوط الأخيرة. وبالتالي، تبرز منطقة الدعم الجوهرية (المنطقة الزرقاء) عند مستوى 1.37264 كهدف رئيسي مرتقب للهبوط الحالي، وهي المنطقة التي تمثل قاعاً سابقاً ومنطقة طلب قوية قد تظهر عندها سيولة شرائية جديدة. ومن ناحية أخرى، تظل مستويات المقاومة الفورية متمركزة عند 1.37950 و 1.38717. والتي يتوجب على السعر اختراقها والثبات فوقها لاستعادة النظرة الإيجابية.
الترجيح المستقبلي لزوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي (USD/CAD)
استناداً إلى هذه البنية السعرية، يظل السيناريو الهابط هو الأرجح ما دام السعر مستقراً أسفل المقاومة 1.38717 وأسفل خط الاتجاه المكسور. ومن ثم، فإن التوقعات تشير إلى احتمالية استمرار التذبذب السلبي لاختبار مستويات الدعم الاستراتيجية عند 1.37264. وفي المقابل، فإن أي محاولة صعودية تتطلب اختراقاً حقيقياً لمستوى 1.40145 لفتح الطريق أمام استهداف القمم السابقة عند 1.41405. ونتيجة لذلك، يجب على المتداولين مراقبة السلوك السعري عند مستويات 1.37264 بدقة. حيث إن كسر هذا المستوى قد يؤدي إلى تسارع في وتيرة الهبوط نحو مستويات دنيا غير موضحة حالياً في النطاق القريب.
