السعودية تخطو نحو إنشاء بورصة السلع الأساسية لتعزيز قطاع التعدين وجذب الاستثمارات

تتجه المملكة العربية السعودية نحو إنشاء بورصة لتداول السلع الأساسية في الرياض. تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تقليل اعتماد المملكة على الأسواق العالمية في تحديد الأسعار، وتمكين المنتجين المحليين من الحصول على أسعار عادلة تتحدد بناءً على العرض والطلب.
تعاون حكومي ومالي لإطلاق البورصة الجديدة
سيتم إنشاء هذه البورصة من خلال تعاون وثيق بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية والقطاع المالي في السعودية. ويقوم القطاع المالي حالياً بدراسة تفاصيل السوق وإعداد التجهيزات اللازمة لإطلاقها، وفقاً لتصريحات خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، خلال مؤتمر التعدين بالقاهرة. وبحسب البنك الدولي، توفر بورصات السلع الأساسية سوقاً مركزية منظمة تتيح للمشترين والبائعين تحديد أسعار السوق العادلة. يُذكر أن توجه السعودية نحو هذه البورصة ليس جديداً، حيث طالب مجلس الشورى في مايو 2023 هيئة السوق المالية بدراسة جدوى إنشاء سوق للسلع في المملكة.
قطاع التعدين: خطوات ثابتة نحو تحقيق رؤية 2030 وجذب الاستثمارات
في سياق متصل، أكد المديفر أن قطاع التعدين يحقق خطوات ثابتة نحو مستهدفات “رؤية 2030“، والتي تهدف لجعل التعدين والصناعات التعدينية القطاع الثالث الأكثر مساهمةً في الناتج المحلي الإجمالي، بعد النفط والغاز والبتروكيماويات. وقد أدخلت السعودية تحديثات كبيرة على القطاع منذ إطلاق استراتيجية التعدين في 2017، شملت أنظمة واضحة للمستثمر، وتسريع إصدار الرخص، وتوفير البيانات، وجعل الاستثمار تنافسياً.
استقطاب 32 مليار دولار واستكشافات قياسية
كنتيجة لهذه الإصلاحات، نجحت السعودية في استقطاب نحو 32 مليار دولار في مشاريع تعدينية قيد الإنشاء في مجالات الحديد والفوسفات والألمنيوم والنحاس. ويقترب هذا المبلغ من ثلث الاستثمارات المستهدف جذبها بحلول 2030، والبالغة 100 مليار دولار. علاوة على ذلك، تضاعف الإنفاق على استكشاف المعادن في السعودية 4 مرات منذ 2018، ليصل إلى 100 دولار لكل كيلومتر مربع، بمعدل نمو سنوي 32%، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي (6-8%). وقد ارتفع عدد شركات الاستكشاف من 6 في 2019 إلى 138 شركة، 70% منها أجنبية.
مسح جيولوجي ضخم ومزايدات مستقبلية للمعادن
استثمرت السعودية أكثر من مليار ريال في المسح الجيولوجي لمساحة 630 ألف كيلومتر مربع. مما أدى إلى إعادة تقييم احتياطيات المعادن في البلاد إلى أكثر من 2.5 تريليون دولار، مقارنة بـ1.3 تريليون دولار قبل 5 سنوات. وتستهدف وزارة الصناعة والثروة المعدنية طرح مزايدات لاستكشاف المعادن لمساحات تبلغ 50 ألف كيلومتر مربع بنهاية هذا العام. وتعتزم مواصلة طرح نفس المساحة سنوياً في الأعوام القادمة.
السعودية: مركز إقليمي للمعادن
تطمح السعودية إلى التحول لمركز للمعادن في المنطقة الممتدة من شرق أفريقيا إلى غرب آسيا وآسيا الوسطى. ويعود هذا الطموح إلى التشابه الجيولوجي وأنواع المعادن المتوفرة في هذه المنطقة الواسعة، مما يعزز فكرة التكامل بين الشركات المحلية وجذب المستثمرين الأجانب لتحقيق منافع متبادلة.
تحليل فني لقطاع المواد الأساسية السعودي: اختبار خط اتجاه هابط رئيسي
في البداية، عندما ننظر بتمعن إلى الرسم البياني لقطاع المواد الأساسية في السوق السعودي، فإننا نلاحظ أن القطاع قد شهد اتجاهًا هابطًا واضحًا على المدى المتوسط والطويل. يتداول السعر حاليًا عند 5,181.340 نقطة، وقد شهد ارتدادًا صعوديًا ملحوظًا من قاع سابق قرب مستوى 4,631.720 نقطة. القطاع حالياً يختبر خط اتجاه هابط رئيسي يمتد منذ أوائل عام 2024.
أما عن المقاومة الفورية، فيواجه قطاع المواد الأساسية مقاومة قوية عند خط الاتجاه الهابط الرئيسي الذي يتم اختباره حالياً. والذي يتزامن تقريباً مع مستوى 5,186.840 نقطة. تُعد هذه المنطقة حاسمة للغاية؛ حيث أن اختراقها والإغلاق فوقها سيشير إلى احتمالية تغيير في الاتجاه العام للقطاع نحو الصعود، مما يفتح الباب أمام مزيد من المكاسب. المقاومة الرئيسية التالية تقع عند 5,320.340 نقطة، ثم مستويات 5,700.000 و 5,974.630 نقطة. المقاومات الأبعد تكمن عند 6,313.970 نقطة و 6,552.100 نقطة وصولاً إلى القمة السابقة عند 6,690.000 نقطة.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن الدعم، يقع الدعم الفوري لقطاع المواد الأساسية عند مستويات 5,110.573 نقطة، 5,064.212 نقطة، و 4,984.950 نقطة. تُعد هذه المناطق أولى مناطق الطلب بعد الارتداد الأخير. الدعم الرئيسي يقع عند القاع الأخير الذي ارتد منه السعر قرب 4,631.720 نقطة. كسر هذا الدعم الأخير قد يعيد القطاع إلى مساره الهابط بقوة.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حاليًا عند 59.88. مما يشير إلى زخم إيجابي قوي يميل نحو التشبع الشرائي، وهذا يعكس سيطرة المشترين في الفترة الأخيرة. كذلك، نلاحظ أن السعر قد تجاوز المتوسطات المتحركة على المدى القصير، مما يؤكد الاتجاه الصاعد الحالي.

الترجيح المستقبلي لحركة قطاع المواد الأساسية
ختاماً، بناءً على كل هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة قطاع المواد الأساسية يميل نحو محاولة اختراق خط الاتجاه الهابط الرئيسي. القطاع حالياً في نقطة مفصلية. ولذلك، فمن المتوقع أن يكون هناك تفاعل قوي مع هذا الخط. ومع ذلك، يجب علينا مراقبة تفاعل السعر مع هذه المستويات بحذر شديد. فإذا تمكن القطاع من اختراق والإغلاق بثبات فوق خط الاتجاه الهابط ومستوى 5,186.840 نقطة، سيؤكد ذلك تحولاً إيجابياً في الاتجاه وقد يدفع القطاع نحو مستويات 5,320.340 نقطة والمقاومات الأعلى. بينما في حال الفشل في اختراق هذا الخط والارتداد منه، أو كسر مناطق الدعم القريبة. سيشير ذلك إلى استمرار الضغط الهابط على القطاع.