تُعتبر الدوجكوين (DOGE) واحدة من أكثر العملات المشفرة التقليدية شعبيةً وتأثيراً، والتي غالباً ما تشهد تقلبات سعرية كبيرة مدفوعة بالتوجهات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصريحات الشخصيات المؤثرة، والتطورات التكنولوجية. بينما تفتقر الدوجكوين إلى نفس مستوى الابتكار التقني الذي يميز بعض العملات المشفرة الأخرى، إلا أن شعبيتها تضمن بقاءها تحت الأضواء.
دعم إيلون ماسك وتأثير “دوجفاذر”
لا شك أن العلاقة بين إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، وعملة الدوجكوين هي العامل الأبرز في تحديد مسارها. فالتغريدات المتكررة لماسك ودعمه العلني للدوجكوين، ولقبه “دوجفاذر” (Dogefather)، قادت إلى ارتفاعات سعرية جنونية في الماضي. أي إشارة إيجابية من ماسك – سواء كانت عن قبول الدوجكوين كوسيلة دفع في تسلا، أو دمجه في منصة X (تويتر سابقاً)، أو حتى مجرد تغريدة فكاهية – يمكن أن تؤدي إلى ارتفاعات فورية في سعر العملة. على الجانب الآخر، أي صمت أو إشارة سلبية قد يؤدي إلى تصحيح حاد.
دمج الدوجكوين في منصة X (تويتر)
منذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر وتحويلها إلى “X”، ظهرت تكهنات قوية حول إمكانية دمج الدوجكوين كطريقة دفع أو مكافأة داخل المنصة. في حال تحقق ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون بمثابة قفزة نوعية للدوجكوين. حيث ستوفر لها حالة استخدام حقيقية وشعبية هائلة، مما قد يدفع قيمتها السوقية إلى مستويات جديدة. أي إعلان رسمي بهذا الشأن سيكون له تأثير إيجابي هائل.
التطورات التكنولوجية وتحسينات البلوكتشين
على الرغم من أن الدوجكوين بدأت كمزحة، إلا أن مجتمعها ومطوريها يعملون بجد لتحسين البنية التحتية الخاصة بها. أي تحديثات جوهرية في بلوكتشين الدوجكوين، مثل تحسين السرعة أو خفض الرسوم أو زيادة قابلية التوسع، يمكن أن تعزز من قيمتها واستخداماتها. هذه التحسينات تجعل العملة أكثر جاذبية للاستخدام اليومي وللمطورين.
اتجاهات سوق العملات المشفرة الأوسع
تتأثر الدوجكوين بشكل كبير بالتوجهات العامة لسوق العملات المشفرة، وخاصة بحركة عملة البيتكوين. فعندما يشهد سوق العملات المشفرة صعوداً عاماً (سوق صاعد أو “Bull Market”)، فإن الدوجكوين غالباً ما تستفيد من تدفقات رأس المال نحو العملات البديلة. وعلى العكس، فإن أي تراجع كبير في البيتكوين أو السوق بشكل عام يمكن أن يسحب الدوجكوين معه نحو الانخفاض.
التبني من قبل الشركات والتجار
قبول الدوجكوين كوسيلة دفع من قبل المزيد من الشركات والتجار يمكن أن يعزز من قيمتها الجوهرية. كلما زاد عدد الأماكن التي يمكن فيها استخدام الدوجكوين لشراء سلع وخدمات. زادت فائدتها وبالتالي قيمتها. الأخبار المتعلقة بالشراكات أو التبني التجاري هي دائماً إيجابية للدوجكوين.
البيئة التنظيمية
مثل جميع العملات المشفرة، تتأثر الدوجكوين بالبيئة التنظيمية. أي تشريعات جديدة أو تغييرات في السياسات الحكومية المتعلقة بالعملات المشفرة يمكن أن تؤثر على قيمتها. الوضوح التنظيمي عادة ما يكون إيجابياً للأسواق، في حين أن الغموض أو القيود الصارمة قد تؤدي إلى تراجع.
تحليل فني لعملة الدوجكوين (DOGE/USD): اختراق خط الاتجاه الهابط وتحدي المقاومات
في البداية، عندما ننظر بتمعن إلى الرسم البياني لعملة الدوجكوين (DOGE/USD)، فإننا نلاحظ أن السعر قد شهد اتجاهًا هابطًا واضحًا على المدى المتوسط، ممثلاً بقناة سعرية هابطة. يتداول السعر حاليًا حول 0.19094 دولار أمريكي، وقد نجح في اختراق خط الاتجاه الهابط العلوي للقناة، مما يشير إلى محاولة لتغيير الاتجاه.
أما عن المقاومة الفورية، فتواجه عملة الدوجكوين مقاومة عند مستوى 0.20131 دولار أمريكي. تُعد هذه المنطقة مقاومة نفسية وسعرية يجب اختراقها لتأكيد استمرار الصعود. المقاومة الرئيسية التالية تقع عند 0.22282 دولار أمريكي ثم 0.25952 دولار أمريكي. اختراق هذه المستويات سيشير إلى قوة أكبر في الاتجاه الصاعد. المقاومات العليا المهمة تكمن عند 0.34155 دولار أمريكي، 0.38479 دولار أمريكي، وصولاً إلى 0.43410 دولار أمريكي والقمة الأخيرة عند 0.48442 دولار أمريكي.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن الدعم، يقع الدعم الفوري لعملة الدوجكوين عند مستوى 0.18009 دولار أمريكي ثم 0.17466 دولار أمريكي. تُعد هذه المناطق أولى مناطق الطلب بعد الارتفاع الأخير واختراق خط الاتجاه الهابط. الدعم الرئيسي يقع عند 0.14965 دولار أمريكي و 0.12786 دولار أمريكي، وهي مناطق تجمع سعري سابقة تمثل قيعاناً مهمة.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حالياً عند 57.43. مما يشير إلى زخم إيجابي متعادل يميل نحو القوة الشرائية، لكنه لم يصل بعد إلى مناطق التشبع الشرائي. كذلك، نلاحظ أن السعر لا يزال يتداول بشكل عام فوق المتوسطات المتحركة، مما يؤكد الاتجاه الصاعد على المدى الأقصر.
ختاماً، بناءً على كل هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة عملة الدوجكوين يميل نحو استمرار محاولة الصعود بعد اختراق خط الاتجاه الهابط. العملة تواجه تحديات عند مستويات المقاومة القريبة. ولذلك، فمن المتوقع أن يختبر السعر مناطق المقاومة المذكورة. ومع ذلك، يجب علينا مراقبة تفاعل السعر مع هذه المستويات بحذر شديد. فإذا تمكنت العملة من اختراق مستوى 0.20131 دولار أمريكي، سيؤكد ذلك قوة الارتداد وقد يدفعها نحو مستويات أعلى باتجاه 0.22282 دولار أمريكي وما فوق. بينما في حال الفشل في اختراق المقاومات والارتداد منها، أو كسر منطقة الدعم 0.18009 دولار أمريكي. سيشير ذلك إلى ضعف الارتداد وقد يعيد العملة لاختبار مناطق الدعم الأدنى.
