العملات

الفضة XAG/USD تتألق بدعم من الطلب الصناعي والاستثماري

XAG/USD

يشهد سوق الفضة XAG/USD العالمي حالياً ديناميكية استثنائية وفرصاً استثمارية واسعة، مدفوعة باختلالات جوهرية بين العرض والطلب. يرجع هذا بشكل أساسي إلى الارتفاع غير المسبوق في الاستهلاك الصناعي، الذي يمثل حالياً نحو 58% من إجمالي الطلب العالمي على الفضة.


عجز مستمر في المعروض العالمي وتأثير الطلب الصناعي

تشير التقديرات الدولية إلى أن المعروض العالمي من الفضة لن يتمكن من تلبية احتياجات السوق للعام الخامس على التوالي. يتوقع الخبراء أن تبلغ الفجوة بين العرض والطلب نحو 117.6 مليون أونصة في عام 2025، وذلك بعد عجز تراكمي قدره 678 مليون أونصة خلال الفترة من 2021 إلى 2024، وهو ما يعادل نحو 10 أشهر من إنتاج المناجم العالمية. يعزى هذا العجز بشكل أساسي إلى النمو المتسارع في الاستهلاك الصناعي، خاصة في قطاعات التكنولوجيا. على سبيل المثال، تستهلك الألواح الشمسية وحدها نحو 16% من الطلب العالمي على الفضة. بالإضافة إلى صناعة المركبات الكهربائية، مما يؤكد أن الفضة ستواصل بريقها خلال السنوات المقبلة.


توقعات الأسعار: ارتفاع مدعوم بالتحول نحو الطاقة الخضراء

يشير الخبير المالي في بورصة لندن “إن. جي. سميث” إلى أن متوسط سعر الفضة في يونيو الماضي بلغ 36.57 دولاراً للأونصة، في حين أن السعر الحالي يصل إلى 28.7 جنيه إسترليني، أي ما يعادل 38.2 دولار أمريكي. يوضح سميث أن العجز الحالي في سوق الفضة ينبع من نمو هيكلي في الطلب، وليس من تراجع في المعروض. وأن التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء يعزز هذا الخلل، مما يفرض ضغطاً تصاعدياً مستمراً على الأسعار. تتوقع المؤسسات الكبرى أن تتراوح أسعار الفضة بين 35 و45 دولاراً للأونصة بنهاية عام 2025، مع احتمالات بلوغها 77 دولاراً أو أكثر بحلول عام 2027. وربما تتجاوز حاجز 100 دولار خلال العقد الجاري.


مزايا الفضة الاستثمارية: تحوط ضد التضخم وتفوق على الذهب

تؤكد أستاذة الاقتصاد الصناعي إيما سامس هذه التوقعات الإيجابية، مشيرة إلى أن الفضة تجمع بين خصائص المعادن النفيسة والسلع الصناعية، ما يمنحها عوامل جذب استثماري لا تتوفر في الذهب. وتضيف سامس أن القطاع الصناعي يستهلك أكثر من 700 مليون أونصة سنوياً، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم لأول مرة هذا العام، وهو رقم ضخم مقارنة بالاستخدام الصناعي المحدود للذهب.

ورغم الأهمية الكبرى للاستهلاك الصناعي، فإن إقبال المستثمرين على الفضة كأداة للتحوط ضد التضخم لعب أيضاً دوراً بارزاً في انتعاش السوق. فعلى سبيل المثال، خلال أزمة جائحة كورونا، كانت الفضة أحد أبرز أدوات التحوط. مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنحو 47%، كما تفوق أداؤها على الذهب خلال الحرب الروسية-الأوكرانية.


الفضة كأصل نقدي وتوصيات لتخصيص المحافظ الاستثمارية

مع تعزيز روسيا لمكانة الفضة كأصل نقدي، قام البنك المركزي الروسي بإطلاق برنامج غير مسبوق اشترى بموجبه فضة بقيمة 535 مليون دولار، وهو أول تراكم صريح للفضة من قبل بنك مركزي في التاريخ الحديث. يرى الخبير الاستثماري مايلز أليسون أن الفضة ستتفوق على الذهب في الفترة المقبلة. مشيراً إلى أن تحليل مؤسسة كابيتالايت ريسيرش يظهر أن الفضة تفوقت تاريخياً على الذهب في 12 أزمة رئيسية منذ عام 1979، بفضل الطلب المزدوج الاستثماري والصناعي.

يضيف أليسون أن الفضة غير مرتبطة بالأصول التقليدية مثل العقارات بصفة عامة، مما يمنحها حماية من تراجع العائد الحقيقي، على عكس الذهب، كما أن حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية تعزز الطلب عليها. وأكد أن إقبال كبار المستثمرين على الفضة يشجع صغار المستثمرين على الاستثمار فيها، خاصة مع انخفاض سعرها مقارنة بالذهب، ما يجعلها خياراً ميسراً.

وعن النسب المثلى لتخصيص الفضة في المحافظ الاستثمارية، يوضح أليسون أن الاستراتيجية المتحفظة يجب أن تتراوح فيها نسبة الاستثمار في المعادن النفيسة بين 5% إلى 8% من إجمالي المحفظة، بواقع 60% للذهب و40% للفضة. أما الاستراتيجية المعتدلة، فتتراوح فيها النسبة بين 8% إلى 12%، موزعة بالتساوي 50% ذهب و50% فضة. إضافة إلى ذلك، توجد الاستراتيجية عالية المخاطر وفيها تتراوح النسبة بين 10% إلى 15%، مع تخصيص 60% للفضة و40% للذهب.


تحليل فني للفضة (XAG/USD): تصحيح بعد قمة واختبار لمستويات دعم رئيسية

 

عند تحليل الرسم البياني للفضة مقابل الدولار الأمريكي (XAG/USD)، نلاحظ أن الفضة تتداول حالياً عند 38.120 دولار أمريكي للأونصة. وقد شهدت الفضة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.09%- في تعاملات اليوم. هذا التراجع يأتي بعد وصولها إلى قمة حديثة عند 39.514 دولار أمريكي، ويبدو أنها في طور تصحيح من هذه القمة. على الرغم من ذلك، لا يزال الاتجاه العام للفضة صاعداً على المدى الطويل، مدعوماً بخط اتجاه صاعد رئيسي. السعر يتداول حالياً تحت المتوسطات المتحركة قصيرة المدى. مما يشير إلى ضغط بيعي في المدى القصير.

أما عن مستويات المقاومة، فيواجه الفضة مقاومة فورية عند 38.424 دولار أمريكي، وهي منطقة المتوسطات المتحركة الحالية. المقاومة الرئيسية التالية تقع عند 39.116 دولار أمريكي، ثم المقاومة الأقوى عند القمة الأخيرة التي وصلتها الفضة وهي 39.514 دولار أمريكي، وصولاً إلى مستوى المقاومة النفسي 40.000 دولار أمريكي. اختراق هذه المستويات والإغلاق بثبات فوقها سيكون مؤشراً قوياً على استئناف الاتجاه الصعودي.

من جهة أخرى، وعند الحديث عن مستويات الدعم، يقع الدعم الفوري للفضة عند 37.570 دولار أمريكي. الدعم الرئيسي التالي، والذي يمثل منطقة طلب قوية، يقع عند 37.226 دولار أمريكي. ثم تأتي مناطق دعم مهمة عند 36.257 دولار أمريكي و 36.146 دولار أمريكي، والتي تتقاطع مع خط الاتجاه الصاعد الرئيسي. الدعم الأعمق يقع عند 35.500 دولار أمريكي، ثم 33.940 دولار أمريكي، وصولاً إلى مستويات 32.747 – 32.750 دولار أمريكي و 31.632 دولار أمريكي. الارتداد من هذه المستويات قد يوفر فرصًا للارتفاع، بينما الكسر الحاسم لأي منها قد يؤدي إلى تراجعات أعمق.

وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حالياً عند 48.33، وهو مستوى يشير إلى زخم متعادل مع ميل طفيف نحو السلبية في المدى القصير، بعد أن ارتد من منطقة التشبع الشرائي.

تحليل فني للفضة (XAG/USD)

تحليل فني للفضة (XAG/USD)

الترجيح المستقبلي لحركة أسعار الفضة

ختاماً، بناءً على هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة الفضة يميل نحو استمرار التصحيح في المدى القصير، مع الحفاظ على الاتجاه الصاعد العام. يجب مراقبة تفاعل الفضة مع مستويات الدعم 37.570 و 37.226 دولار أمريكي. خاصة منطقة التقاء خط الاتجاه الصاعد مع الدعم الأفقي حول 36.146 دولار أمريكي. الارتداد من هذه المستويات قد يؤدي إلى محاولة اختبار المقاومات المذكورة مجدداً. بينما كسر الدعم الرئيسي قد يؤكد المزيد من التراجع نحو مستويات الدعم الأعمق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى