
شهد نمو مبيعات السيارات في الصين تباطؤاً ملحوظاً خلال شهر يوليو الماضي ليلقي بظلاله على تسلا ومنافسيها وللتوضيح، يعود السبب في ذلك جزئياً لانخفاض الطلب على السيارات الهجينة. علاوة على ذلك، تتخذ الجهات التنظيمية في أكبر سوق للسيارات في العالم إجراءات صارمة. هذه الإجراءات، في الواقع، تستهدف حرب الأسعار التي أضرت بالقطاع بشكل كبير. ونتيجة لذلك، أظهرت بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية أن المبيعات ارتفعت بنسبة 6.9% فقط في يوليو. وفيما يخص الأرقام، وصلت المبيعات إلى 1.85 مليون سيارة. من ناحية أخرى، يمثل هذا الارتفاع انخفاضاً حاداً. وبشكل أدق، هو انخفاض عن نمو يونيو الذي وصل إلى 18.6%. بشكل عام، يؤكد هذا التباطؤ التحديات الاقتصادية المستمرة. كما يعكس، في نهاية المطاف، الضغوط المستمرة على قطاع السيارات.
انخفاض الطلب على السيارات الهجينة يعيد تشكيل السوق
وفي سياق متصل، تباطأ نمو مبيعات سيارات الطاقة الجديدة بشكل عام. هذا يشمل، بطبيعة الحال، السيارات الكهربائية والهجينة. وعلى وجه التحديد، تباطأ النمو إلى 12% مقارنة بـ29.7% في الشهر السابق. ومع ذلك، فقد واصلت هذه السيارات، على الرغم من التباطؤ، تفوقها الواضح على السيارات التي تعمل بالبنزين. هذا التفوق استمر، على سبيل المثال، للشهر الخامس على التوالي. وفي تطور لافت، انخفض إجمالي مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 3.6%. هذا الانخفاض حدث على أساس سنوي. والسبب في ذلك، بشكل رئيسي، يعود إلى التطورات الهائلة في تقنيات البطاريات. إضافة إلى ذلك، تحسنت البنية التحتية للشحن. هذه التحسينات، بدورها، خففت من مخاوف المستهلكين تجاه السيارات الكهربائية بالكامل. بناءً عليه، نرى تحولاً واضحاً في تفضيلات المستهلكين. وهذا التحول يؤثر بشكل مباشر على استراتيجيات الشركات.
تأثير الاتجاه الجديد على تسلا ومنافسيها
من جهة أخرى، أدى هذا الاتجاه الجديد إلى استفادة بعض الشركات. الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية بالكامل هي المستفيدة الرئيسية. ومنها على سبيل المثال ليب موتور وشاومي وإكس بنغ. هذه الشركات، بطبيعة الحال، سجلت مبيعات قياسية في يوليو. في المقابل، تأثرت شركات أخرى بشكل سلبي. وتحديداً، تأثرت شركات مثل بي.واي.دي ولي أوتو. السبب هو اعتمادهما الكبير على السيارات الهجينة في مبيعاتهما وأرباحهما. هذه الديناميكيات، بالتالي، تخلق ضغوطاً تنافسية هائلة. وإلى جانب ذلك، يضع تراجع الطلب العام تحديات كبيرة أمام جميع اللاعبين. تسلا، كغيرها من الشركات، ليست بمنأى عن هذه التحديات. عليها التكيف مع تغير تفضيلات المستهلكين. وفي تأكيد على صعوبة الوضع، شهدت بي.واي.دي انخفاضاً بالإنتاج. هذا الانخفاض حدث للمرة الأولى منذ 17 شهراً. بي.واي.دي هي المنافس الأكبر لتسلا في الصين.
تحليل فني لسهم تسلا (TSLA)
أما فيما يخص التحليل الفني، يوضح الرسم البياني لسهم تسلا TSLA سعره الحالي. السعر هو 329.65 دولاراً أمريكياً. واللافت للنظر، أن السهم يتحرك ضمن نموذج فني بارز جداً. هذا النموذج، كما هو معروف، هو المثلث المتماثل. هذا النموذج يعكس، في جوهره، حالة من عدم اليقين والتوازن بالسوق. الجدير بالذكر أن هذه الحركة تتزامن بشكل لافت مع أخبار تباطؤ المبيعات الصينية. نتيجة لذلك، نرى أن حالة عدم اليقين الفنية تتطابق بشكل كامل مع الأخبار الأساسية.
مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية
ومن جهة أخرى، يمثل خط الاتجاه العلوي للمثلث مقاومة رئيسية. وفي الوقت نفسه، تقع المقاومة الأفقية الأقرب عند 338.80 دولاراً أمريكياً. في المقابل، يمثل خط الاتجاه السفلي دعماً حيوياً للسهم. وأقرب دعم أفقي هو 297.82 دولاراً أمريكياً. وفي هذا الصدد، تُظهر قراءة مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 50.11 حالة حيادية. هذا الأمر، من ثم، يعزز بوضوح فكرة التوازن بين قوى الشراء والبيع داخل هذا النموذج.

الترجيح المستقبلي لحركة سهم تسلا (TSLA)
وختاماً، يمكن القول إن مستقبل السهم يعتمد بشكل كبير على اتجاه الاختراق. هذا الاختراق سيكون حاسماً، بكل تأكيد، لتحديد الحركة القادمة للسهم. فإذا كسر السعر خط الدعم السفلي واستقر دونه، فقد يؤدي ذلك إلى استمرار التراجع. هذا يشير، في الحقيقة، إلى استجابة سلبية للتحديات الأساسية في السوق الصيني. وعلى الجانب الآخر، إذا اخترق السعر خط المقاومة العلوي واستقر فوقه، فقد يعود الصعود بقوة. هذا السيناريو يعني أن المستثمرين يتجاهلون الأخبار السلبية. وعليه، سيغير هذا من الترجيح المستقبلي تماماً.