تحالف أوبك+ يقرر زيادة الإنتاج بـ137 ألف برميل يومياً اعتباراً من نوفمبر

قررت الدول الثماني الأعضاء في مجموعة أوبك+، والتي تضم ثماني دول منتجة رئيسية (السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، الكويت، كازاخستان، الجزائر، وعُمان)، زيادة إنتاجها بـ137 ألف برميل يومياً اعتباراً من نوفمبر المقبل. جاء هذا القرار بعد اجتماع عُقد عبر الاتصال المرئي بتاريخ 5 أكتوبر 2025م لمراجعة مستجدات السوق البترولية. ويُعد هذا التعديل جزءاً من استرداد تدريجي للتخفيضات التطوعية الإضافية التي تم الإعلان عنها في أبريل 2023م. والتي بلغت في مجموعها 1.65 مليون برميل يومياً.
القرار مدفوع بالأسس الإيجابية للسوق والاحتفاظ بالمرونة
أوضحت الدول المشاركة أن قرار التعديل يأتي في ضوء النظرة المستقرة للاقتصاد العالمي والأسس الإيجابية الحالية للسوق، والتي تتضح من انخفاض المخزونات البترولية. وأكدت المنظمة على أهمية تبني نهجٍ حذر والاحتفاظ بالمرونة الكاملة لإيقاف أو عكس تعديلات الإنتاج التطوعية الإضافية. بما في ذلك التخفيضات السابقة البالغة 2.2 مليون برميل يومياً. وأشارت المنظمة إلى أن كميات الخفض البالغة 1.65 مليون برميل يومياً قد تتم إعادتها بشكل جزئي أو كامل، تدريجياً، حسب متغيرات السوق.
التزام بالتعويض والمراقبة الدقيقة للأسواق
جددت الدول الثماني التزامها بـإعلان التعاون وبتعويض كامل كميات الإنتاج الزائدة منذ يناير 2024م. كما نوهت إلى أن هذا الإجراء سيوفر فرصة لتسريع عملية التعويض. وستواصل الدول الأعضاء متابعة وتقييم ظروف السوق بشكل دقيق، مع عقد اجتماعات شهرية لمتابعة تطورات السوق ومستوى الالتزام وتنفيذ خطط التعويض، على أن يعقد الاجتماع القادم في 2 نوفمبر. يذكر أن إجمالي التخفيضات السابقة في الإنتاج قد بلغت ذروتها في مارس عند 5.85 مليون برميل يومياً في المجمل.
التحليل الفني لعقود خام برنت الآجلة (UKOIL)
يظهر خام برنت حالياً تداولاً حذراً عند مستويات حيوية. حيث يقع السعر عند منطقة دعم أفقي بالغة الأهمية تتراوح بين 64.234 دولاراً و 65.299 دولاراً للبرميل. ويعد هذا النطاق دعماً فئوياً متماسكاً حافظ على استقرار الأسعار في مناسبات عديدة منذ يونيو الماضي. فمن الناحية الفنية، يعد الحفاظ على التداول فوق هذا الدعم أمراً حيوياً لمنع المزيد من التراجع. حيث أن كسره قد يفتح الطريق أمام ضغوط بيعية أكبر قد تدفع السعر لاختبار الدعم التالي عند 62.065 دولاراً، وصولاً إلى القاعدة السعرية طويلة الأجل عند 58.374 دولاراً.
المقاومات والسيناريوهات المتوقعة
في المقابل، يواجه السعر مقاومة فورية عند المتوسطات المتحركة، يتبعها المقاومة الأفقية الأكثر أهمية عند 68.616 دولاراً. ويمثل اختراق هذا المستوى إشارة قوية لعودة الزخم الإيجابي وعلامة على تفوق المشترين، مما سيدفع الأسعار لاحقاً لاستهداف المقاومة الرئيسية التالية عند 73.619 دولاراً. وفي حال نجح النفط في اختراق هذا المستوى، فإن ذلك سيؤكد التحول نحو اتجاه صاعد قصير الأجل، مع هدف الوصول إلى المقاومات العليا التي تقع بين 79.326 دولاراً و 82.596 دولاراً. ويجب ملاحظة أن الأسعار تتأثر حاليًا بشكل كبير بالأسس الاقتصادية وقرارات الإنتاج الأخيرة لتحالف أوبك+.

الترجيح المستقبلي لعقود خام برنت الآجلة (UKOIL)
بناءً على التحليل الفني والبيانات الاقتصادية السابقة، من المتوقع أن يواجه النفط حركة سعرية متقلبة ولكن مع ميل للمحافظة على مستوياته الحالية على المدى القريب. فمن الناحية الفنية. يظهر خام برنت (UKOIL) تداولاً فوق الدعم الحاسم عند نطاق 64.234 – 65.299 دولاراً للبرميل. مما يجعل المحافظة على هذا النطاق أمراً حيوياً لمنع أي تراجع حاد واختبار مستويات أدنى.
ومن المتوقع أن تستمر محاولات الاختراق باتجاه المقاومة الفورية عند 68.616 دولاراً في ظل استمرار القلق الجيوسياسي. في المقابل، قد يحد قرار تحالف أوبك+ الأخير بزيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً في نوفمبر من أي ارتفاعات كبيرة. حيث أن هذا التعديل، رغم صغره، يعكس توجهًا نحو استرداد تدريجي للتخفيضات في ظل الأسس الإيجابية للسوق. وبالتالي، تظل الحركة السعرية محصورة بين الحاجة إلى دعم المستويات الفنية الحالية وبين التأثير المزدوج لقرارات أوبك+ وتطورات الاقتصاد العالمي.