
تتجه السوق النفطية نحو مزيد من الفائض. هذا يأتي بعد قرار تحالف “أوبك+” الأخير. التحالف قرر زيادة الإنتاج بشكل مفاجئ. هذا يزيد من الضغوط على الأسعار العالمية. لكنه في المقابل يلبي دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ترامب يدعو لخفض تكاليف الوقود. أوبك وحلفاؤها يعتقدون بوجود طلب. خاصة في الأجل القصير. حيث تشير الزيادات السعرية على النفط السعودي لآسيا. هذا يوضح ثقتهم بالطلب. لكن قبل هذه الخطوة، كانت السوق النفطية هشة. كانت تواجه وضعاً يسبق موجة فائض مرتقبة. خاصة خلال فصل الشتاء القادم. يؤكد جيوفاني ستاونوفو، محلل لدى بنك “يو بي إس”، أن السوق تعاني شحاً حالياً. هذا يشير إلى قدرتها على استيعاب المزيد. لكنه يحذر من مخاطر متزايدة. مثل التوترات التجارية المستمرة. مما يعني تحسن الإمدادات. لذلك، قد تدفع الأسعار للهبوط.
دوافع القرار وتأثيره على المنتجين والمستهلكين
فاجأت “أوبك+” أسواق الطاقة. أعلنت المنظمة تسريع وتيرة استعادة الإنتاج. هذا يبدأ من الشهر المقبل. تعد هذه الخطوة إيجابية للمستهلكين. كما أنها انتصار لترامب. هو تعهد بخفض تكاليف الوقود. لكن هذه الخطوة قد تضر بالمنتجين. بدءاً من النفط الصخري الأمريكي. وصولاً إلى بعض أعضاء “أوبك” أنفسهم. رغم ذلك، أظهرت الرياض ثقة. رفعت أرامكو السعودية العلاوات السعرية. هذا لخامها المتجه للسوق الآسيوية. مما تجاوز توقعات المتعاملين. ويبرز ثقة قوية بالطلب. لا يصدر هذا عن منتج قلق. أشار مسؤولون في “أوبك+” إلى ازدياد الطلب. خاصة خلال فصل الصيف. مما عزز تفاؤلهم. كما استندوا إلى تراجع المخزونات. وتحديداً في كوشينغ الأمريكي. واستقرار فروقات التسعير. بالإضافة إلى انخفاض حاد في مخزونات الديزل. هذا يمثل نقطة تحول في الإمدادات.
توقعات الأسعار والمخاطر المستقبلية
تراجعت العقود المستقبلية للنفط. شهدت انخفاضاً بنسبة 11% في لندن. خلال الأسبوعين الماضيين. هذا تجاوز تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني. مما يشير إلى عدم حاجة السوق لبراميل إضافية. يتوقع جولدمان ساكس وجي بي مورغان تراجعاً إضافياً. نحو مستوى 60 دولاراً للبرميل هذا العام. يعزى ذلك لضعف الاستهلاك في الصين. وكذلك تداعيات الرسوم الجمركية. قررت ثماني دول من “أوبك+” استعادة 548 ألف برميل يومياً. هذا يبدأ من أغسطس المقبل. مقارنة بزيادات سابقة. كما سينظر التحالف في زيادة إضافية. بمقدار 548 ألف برميل لشهر سبتمبر. لكن التأثير الفعلي قد يكون أقل. وزير الطاقة السعودي يحرص على تعويض الإنتاج الزائد. السعودية تواجه عجزاً في الموازنة. وتحتاج لسعر يزيد عن 90 دولاراً. لتغطية الإنفاق الحكومي. قد تختار خفض الإمدادات مجدداً. إذا اشتدت الضغوط المالية. يقول نيل أتكينسون، محلل مستقل، إن لديهم خيار التراجع الكامل. لكن حالياً لا يوجد بديل. سوى الحفاظ على الحصة السوقية. وقبول الأسعار المنخفضة.
تحليل فني لأسعار النفط (UKOIL): تصحيح بعد صعود واختبار الدعم
في البداية، عندما ننظر بتمعن إلى الرسم البياني لأسعار النفط (UKOIL)، فإننا نلاحظ أن السعر يتداول حاليًا حول 69.126 دولار أمريكي للبرميل.
أما عن المقاومة الفورية، فأسعار النفط تواجه مقاومة قوية عند 69.575 دولار أمريكي. وبشكل عام، نرى مقاومة عليا عند 70.166 دولار أمريكي، ثم 70.946 دولار أمريكي. وعلاوة على ذلك، يمكننا اعتبار هذه المستويات نقاط بيع محتملة في حال وصول السعر إليها. المقاومة الأبعد والأقوى تقع عند 71.845 دولار أمريكي.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن الدعم، يقع الدعم الفوري لأسعار النفط عند 68.554 دولار أمريكي. وبالاستناد إلى الحركة السابقة، نرى بوضوح أن مستويات 67.864 دولار أمريكي و 67.310 دولار أمريكي تمثل مناطق دعم رئيسية. كذلك، تتواجد مستويات دعم إضافية عند 66.634 دولار أمريكي ثم 65.094 دولار أمريكي.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يشير إلى زخم محايد. فهو يتداول حاليًا عند 60.96، وهذا بوضوح يدل على توازن نسبي بعد فترة صعود. كذلك، نلاحظ أن الأسعار قد شهدت تصحيحاً طفيفاً بعد ملامسة مستويات المقاومة السابقة.

ختاماً، بناءً على كل هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة أسعار النفط يميل نحو حركة جانبية أو تصحيح مستمر لاختبار مستويات الدعم القريبة في المدى القصير. الأسعار تظهر بعض التردد بعد الصعود الأخير. ولذلك، فمن المتوقع أن تختبر الأسعار مستويات الدعم المذكورة. ومع ذلك، يجب علينا مراقبة تفاعل السعر مع هذه المستويات بحذر شديد، فكسر الدعم قد يؤدي إلى تراجع أعمق، بينما الارتداد القوي قد يدفع الأسعار لإعادة اختبار المقاومات العليا.