واصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) اتجاهه الهبوطي الأسبوعي لليوم الثالث على التوالي، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أوائل أكتوبر الماضي. وبناءً على ذلك، استقر المؤشر حول مستوى 97.80 خلال جلسة التداول الآسيوية يوم الأربعاء، مع انخفاض يومي تجاوز 0.10%. علاوة على ذلك، يبدو أن العملة الخضراء لا تزال عرضة لمزيد من الانخفاض في ظل التوقعات المتزايدة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية بشكل أكبر خلال عام 2026. حيث إن هذه الضغوط السعرية تلقي بظلالها على أرقام النمو المتفائلة، مما يعكس حالة من القلق تجاه استدامة القوة الحالية للدولار.
مفارقة النمو الاقتصادي وتوقعات خفض أسعار الفائدة
وفيما يخص الأداء الاقتصادي، أفادت وزارة التجارة الأمريكية أن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قدره 4.3% خلال الربع الثالث من 2025. وبالتالي، تجاوز هذا الرقم التوقعات السائدة ومعدل النمو المسجل في الربع السابق والبالغ 3.8%. ومع ذلك، لا يزال المتداولون يسعرون خفضين إضافيين لأسعار الفائدة في العام المقبل، مدفوعين بتباطؤ سوق العمل وانخفاض مستويات التضخم. وحيث إن الأسواق تركز بشكل أكبر على مسار السياسة النقدية المستقبلية بدلاً من البيانات التاريخية، يظل الدولار تحت ضغط بيعي مستمر.
تصريحات ترامب وأثرها على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي
وبالحديث عن المشهد السياسي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أي مرشح لرئاسة الفيدرالي يجب أن يلتزم بخفض الفائدة حتى في حالات الازدهار الاقتصادي. وبناءً على ذلك، فاقمت هذه التصريحات حالة عدم اليقين بشأن مصداقية واستقلالية البنك المركزي على المدى الطويل. حيث إن الضغط السياسي لخفض تكاليف الاقتراض يدعم التوقعات السلبية لمؤشر الدولار بشكل مباشر. ونتيجة لهذا، يرى المستثمرون أن السياسة النقدية القادمة قد تكون أكثر ميلاً للتيسير، مما يقلل من جاذبية الأصول المقومة بالدولار.
شح السيولة بنهاية العام وترقب بيانات إعانات البطالة
ومن ناحية أخرى، يستدعي شح السيولة المعتاد في نهاية العام حذراً بالغاً من قِبل المتداولين والمؤسسات المالية. وحيث إن تقلبات الأسعار قد تكون حادة وغير متوقعة في ظل أحجام التداول المنخفضة، يُنصح باتخاذ مراكز دفاعية. وبناءً عليه، يتطلع المشاركون في السوق الآن إلى صدور بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأمريكية للحصول على زخم جديد. وبالتالي، ستحدد هذه البيانات مدى صحة التوقعات بتباطؤ سوق العمل، مما قد يؤكد أو ينفي الحاجة لخفض الفائدة بوتيرة أسرع. ومن ثم، تظل الجلسة الأمريكية القادمة محورية لتحديد اتجاه الدولار قبل إغلاقات العام.
تحليل فني لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
يتحرك مؤشر الدولار الأمريكي DXY بوضوح تام داخل قناة سعرية هابطة محكمة منذ عدة أسابيع، حيث يستمر السعر في تسجيل قمم وقيعان تنازلية متتالية. وبناءً على ذلك، يتداول المؤشر حالياً عند مستوى 98.107 نقطة، محاولاً التماسك بالقرب من الحد السفلي للقناة. علاوة على ذلك، نلاحظ أن المتوسطات المتحركة (الخطوط الحمراء واللبنية) تقع حالياً فوق مستويات الأسعار الحالية، مما يشكل ضغطاً ديناميكياً مستمراً يمنع أي محاولة ارتداد حقيقية حتى اللحظة.
شروط التفاؤل ومستويات المقاومة المحورية
وفيما يخص استعادة النظرة المتفائلة، يلزم المؤشر ضرورة اختراق سقف القناة الهابطة والاستقرار فوقه بشكل حازم. وحيث إن أولى مستويات المقاومة الهامة تبرز عند 98.743 نقطة. فإن تجاوز هذا المستوى سيمهد الطريق لاختبار المقاومة التالية عند 99.312 نقطة. وبالتالي، فإن الاختراق الحقيقي يتطلب الوصول لمستوى 99.816 نقطة ثم الهدف الأكبر عند 100.395 نقطة لإلغاء السيناريو الهابط الحالي.
الترجيح المستقبلي لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
وبالنظر إلى مؤشر القوة النسية (RSI)، نلاحظ أن القراءة الحالية تبلغ 50.85، وهي منطقة حيادية تعكس توازناً مؤقتاً بين القوى البيعية والشرائية بعد سلسلة من الانخفاضات. ومع ذلك، تظل منطقة الدعم الفورية عند 97.749 نقطة (الخط الأزرق) هي صمام الأمان الحالي. حيث إن كسرها سيعني استمرار النزيف السعري نحو قاع القناة الهابطة. ونتيجة لهذا، يترقب المتداولون بحذر أي إشارة لاختراق الحد العلوي للقناة، حيث يعتبر هذا الاختراق هو “المفتاح” الوحيد لعودة الإيجابية والقوة للعملة الخضراء في المدى القريب.
