حيتان الاستثمار تتجه نحو اليورو EUSTX50 للاستفادة من تحسن جودة الائتمان وتقلبات السياسة الأمريكية
EUSTX50

يتجه المقترضون في الأسواق الناشئة نحو سوق السندات المقومة باليورو EUSTX50 بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد. مستفيدين من تنامي الطلب على التنويع بعيداً عن الدولار الأمريكي. وقد عزز هذا الطلب القوي على ديون الدول النامية، مع تعاظم دور مستثمرين لا يخصصون استثماراتهم عادة لهذه السوق. في ظل تحسن جودة الائتمان. ورغم أن السندات المقومة باليورو ما تزال تمثل حصة صغيرة من إجمالي إصدارات الأسواق الناشئة. فإن حجمها مرشح للبقاء مرتفعاً، سواء من حيث القيمة المطلقة أو مقارنة بنظيرتها المقومة بالدولار.
لحظة مواتية لإصدار سندات اليورو
صرح ستيفان فايلر، رئيس أسواق رأس المال في “جيي بي مورجان” لمنطقة أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا. بأن “إذا كنت تخطط لإصدار سندات باليورو، فهذه هي اللحظة المناسبة”. وأضاف أن المقترضين أصبحوا أكثر نشاطاً بشكل واضح في التنويع واستكشاف الأسواق المتخصصة. يأتي هذا التوجه في ظل انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 8% هذا العام. حيث يعيد مديرو الأموال النظر في تعرضهم الكبير للأصول الأمريكية، مع تسبب سياسات ترامب الجمركية وهجماته على الفيدرالي في تقلبات الأسواق. هناك مؤشرات متزايدة على تراجع الطلب على الدولار، فيما تُظهر نسب التحوط المنخفضة ضد تقلبات العملات أن هناك مجالاً لمزيد من الانخفاض.
إصدارات قياسية من الأسواق الناشئة باليورو
باعت الشركات والحكومات من الاقتصادات النامية ما قيمته 89 مليار يورو من السندات المقومة باليورو هذا العام حتى 18 يوليو. وهو أعلى رقم للفترة نفسها منذ عام 2014 على الأقل، وفق بيانات جمعتها “بلومبرغ”. وقد تجاوزت الإصدارات الحكومية وحدها إجمالي ما تم إصداره في عام 2024 بالكامل. ورغم أن معظم هذه الإصدارات جاءت من أوروبا الشرقية. حيث شكلت بولندا ورومانيا معاً 21 مليار يورو، إلا أن مقترضين آخرين من تشيلي وكوريا والصين دخلوا السوق في الأشهر الأخيرة.
في اقتصادات أوروبا الناشئة، أدى فوز مرشح وسطي في الانتخابات الرئاسية في مايو إلى انتعاش السندات الرومانية. ما مكن البلاد من تنفيذ ثالث إصدار لها هذا العام. أما بلغاريا فقد جمعت 3.2 مليار يورو بعد حصولها على ترقية في التصنيف الائتماني، مدفوعة بانضمامها المرتقب إلى اليورو العام المقبل. واستفادت بولندا من أسرع نمو اقتصادي في أوروبا الشرقية لإصدار أول سندات خضراء لها منذ 7 سنوات.
تفضيل اليورو على الدولار في المحافظ الاستثمارية
صرّح ماثيو غريفز، مدير محفظة استثمارية لدى “بي بي إم أمريكا”، بأنهم أصبحوا “أكثر نشاطاً في البحث عن فرص خارج سندات الدولار“. وأضاف أنه يفضل سندات اليورو الصادرة عن ساحل العاج على نظيرتها الدولارية نظراً للفارق الجذاب في العائد. وقال: “نفضل حالياً الاحتفاظ باليورو على حساب الدولار من حيث التوجه الاستثماري”.
تفوق سندات اليورو وتحذيرات من استراتيجيي “جولدمان ساكس”
أجرى استراتيجيون في “جولدمان ساكس” مقارنة بين السندات المقومة باليورو ونظيرتها المقومة بالدولار التي أصدرتها نفس الدول في نفس اليوم هذا العام. وتوصلوا إلى أن السندات المقومة باليورو تفوقت بشكل طفيف على المؤشرات المرجعية، بدرجة أعلى من نظيرتها المقومة بالدولار بعد أسبوع من الإصدار. كتب استراتيجيو البنك في تقرير صدر مطلع هذا الشهر أن “الزيادة في إصدارات السندات المقومة باليورو تم استيعابها جيداً عموماً من قبل السوق”. مضيفين أن هذا الارتفاع في بيع الديون المقومة باليورو “من المرجح أن يستمر في ظل توقعاتنا بانحسار المرحلة الاستثنائية من النمو الاقتصادي في أمريكا وبانخفاض إضافي في قيمة الدولار”.
تحليل فني لمؤشر اليورو ستوكس 50 (EUSTX50)
في البداية، عندما ننظر بتمعن إلى الرسم البياني لمؤشر اليورو ستوكس EUSTX50. فإننا نلاحظ أن المؤشر قد شهد ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية عام 2025، ووصل إلى قمة عند 5,570.92 يورو. يتداول المؤشر حالياً عند 5,343.60 يورو، ويظهر بعض التذبذب والتصحيح الطفيف بعد محاولات فاشلة لاختراق مستويات المقاومة العلوية.
أما عن المقاومة الفورية، فيواجه مؤشر اليورو ستوكس 50 مقاومة عند مستوى 5,570.92 يورو وهي القمة الأخيرة التي وصل إليها. المقاومة الرئيسية التالية تقع عند 5,899.42 يورو. اختراق هذه المستويات والإغلاق بثبات فوقها سيؤكد استمرار الزخم الصعودي ويفتح الباب أمام مزيد من المكاسب.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن الدعم، يقع الدعم الفوري لمؤشر اليورو ستوكس 50 عند مستوى 5,142.95 يورو. الدعم الرئيسي التالي يقع عند مستوى 4,813.59 يورو، والذي يمثل منطقة طلب قوية. الدعم الأقوى يكمن عند 4,381.68 يورو، وهي منطقة دعم تاريخية هامة. كسر هذه المستويات قد يشير إلى تصحيح أعمق.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حالياً عند 53.11. مما يشير إلى زخم إيجابي متعادل، ويظهر أنه ليس في منطقة تشبع شرائي أو بيعي، مما يترك مجالاً للحركة في أي من الاتجاهين. نلاحظ أيضاً أن السعر يتداول حالياً بين المتوسطات المتحركة، مما يعكس حالة من التذبذب أو التوحيد في الاتجاه.

الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر اليورو ستوكس 50
ختاماً، بناءً على كل هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر اليورو ستوكس 50 يميل نحو استمرار الاتجاه الصاعد العام. ولكن مع احتمال استمرار التذبذب أو التصحيح الطفيف في المدى القصير. يجب مراقبة تفاعل المؤشر مع مستوى المقاومة عند 5,570.92 يورو. اختراق هذا المستوى سيؤكد استئناف الصعود بقوة. بينما في حال الفشل في اختراقه والارتداد منه. فقد نشهد تراجعاً نحو مستويات الدعم الرئيسية عند 5,142.95 يورو أو 4,813.59 يورو.