لا يزال زوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني EUR/GBP منخفضًا للجلسة الرابعة على التوالي، متداولًا عند حوالي 0.8790 خلال ساعات التداول الأوروبية ليوم الثلاثاء. ومع ذلك، من المتوقع أن يتلقى اليورو دعمًا وسط أجواء حذرة تحيط بتوقعات سياسة البنك المركزي الأوروبي.
ومن جهة البنك المركزي الأوروبي (ECB)، من المتوقع أن يبقي البنك أسعار الفائدة دون تغيير لفترة من الوقت. حيث تقدر أسواق المال حاليًا احتمالية خفض سعر الفائدة بحلول سبتمبر 2026 بنسبة 45% فقط. ويُعد هذا انخفاضًا حادًا عن نسبة 80% التي كانت متوقعة في أكتوبر.
تصريحات مسؤولي المركزي الأوروبي تدعم التشدد النقدي
وفي هذا السياق، صرح نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غيندوس، يوم الاثنين بأنه لا توجد حاجة لتعديل أسعار الفائدة الحالية ما لم تتغير اتجاهات التضخم أو يتم رفع التوقعات. وأشار غيندوس إلى أن قطاعي الخدمات والأجور يسيران في الاتجاه الصحيح، وأن التضخم يقترب من هدف 2%. وعلى الرغم من إقراره بأن النمو لا يزال إيجابيًا ولكنه متواضع، أكد دي غيندوس أن أي انخفاض في التضخم دون 2% سيكون مؤقتًا على الأرجح. كما أكد صانع السياسات فرانسوا فيليروي دي غالهاو على ضرورة إبقاء خيارات السياسة مفتوحة، بينما دعا عضو مجلس الإدارة يواكيم ناجل إلى توخي الحذر بشأن التضخم.
الجنيه الإسترليني يواجه ضغوطاً وسط توقعات بتخفيض وشيك من بنك إنجلترا
في المقابل، قد يرتفع زوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني قليلاً بسبب الضغوط الهبوطية على الجنيه الإسترليني. وتأتي هذه الضغوط وسط تزايد التوقعات بأن بنك إنجلترا (BoE) قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر. فقد ألمح محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة وشيكة. حيث يتوقع الاقتصاديون الآن خفضًا قبل عيد الميلاد. ومع ذلك، أكد البنك المركزي أن التيسير النقدي المستقبلي سيعتمد بشكل أساسي على تطور توقعات التضخم.
تحليل فني لزوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني (EUR/GBP)
في البداية، تظهر الحركة السعرية لزوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني على الإطار اليومي أنها تتشكل بوضوح داخل نموذج فني صاعد واسع النطاق يعرف بـ “الوتد الصاعد”. حيث يحدد هذا النموذج المسار الصعودي للزوج منذ بداية عام 2025، محصوراً بين خط اتجاه صاعد سفلي وخط اتجاه صاعد علوي متقاربين. ومؤخراً، سجل الزوج ارتداداً هابطاً بعد ملامسة الحد العلوي للنموذج بالقرب من مستوى 0.8850. مما يعكس الضغط البيعي عند هذه المقاومة الديناميكية القوية. وفي الوقت الحالي، يتداول السعر عند 0.87799، متجهاً نحو مستوى المقاومة الأفقية السابق عند 0.8750. والتي تحولت الآن إلى دعم فوري هام.
وعلى صعيد المؤشرات، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) حالياً قراءة عند 62.58. هذه القراءة الإيجابية تقع فوق مستوى الـ 50، وتشير إلى أن الزخم العام لا يزال صاعداً على المدى المتوسط، بالرغم من التصحيح الحالي. بالإضافة إلى ذلك، يتداول الزوج حالياً فوق المتوسطات المتحركة السريعة والبطيئة. وهذا يؤكد استمرار الدعم الفني، على الرغم من أن السعر يشهد تراجعاً نحو المتوسط المتحرك السريع (الأزرق)، والذي يتوقع أن يعمل كمنطقة دعم ديناميكية. لذا، فإن المؤشرات الفنية لا تزال تدعم الاتجاه الصعودي العام، لكنها تحذر من استمرار التصحيح الحالي.

الترجيح المستقبلي لزوج اليورو مقابل الجنيه الإسترليني (EUR/GBP)
وفيما يتعلق بترجيح الحركة المستقبلية، يعتبر السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استمرار التصحيح الهابط بعد الفشل في تجاوز القمة الأخيرة عند 0.8850. ومن المتوقع أن يستهدف الزوج أولاً منطقة الدعم الأفقية عند 0.8750. ومن ثم يتركز الاهتمام على خط الاتجاه الصاعد السفلي للنموذج (الضلع السفلي للوتد). لذا، فإن فشل السعر في الارتداد من منطقة الدعم السفلى للنموذج. والكسر الواضح لهذا الضلع، سيشير إلى انتهاء مرحلة الصعود وبدء موجة هابطة قوية نحو مستوى الدعم الرئيسي عند 0.8400. بينما يتطلب استئناف الصعود الحقيقي العودة والاختراق والإغلاق اليومي فوق القمة الأخيرة عند 0.8850.










