قطاع التأمين السعودي يواجه تحديات: تراجع الأرباح بنسبة 38% وتوقعات بزيادة الاندماجات
TISI
بعد عام من النمو القوي في الطلب على التأمين الصحي وتأمين المركبات، يواجه قطاع التأمين في السعودية تحديات كبيرة في عام 2025. ويأتي ذلك وسط ضغوط تشغيلية وتحوّلات هيكلية في السوق، وهو ما انعكس على نتائج النصف الأول من العام، حيث تراجعت الأرباح الإجمالية لشركات القطاع بنسبة حادة بلغت 38.3% لتصل إلى 1.37 مليار ريال مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
أسباب التراجع وضغوط المنافسة
ووفقاً لمختصين في القطاع، تعكس هذه النتائج اشتداد المنافسة وارتفاع تكاليف المطالبات التشغيلية، رغم توسع السوق وزيادة الأقساط المكتتبة. ويرى المختصون أن الشركات تواجه ضغوطاً متزايدة نتيجة تغير هيكل الأسعار في فروع مثل التأمين الصحي والمركبات، وظهور لاعبين جدد، إضافة إلى اعتماد التسعير الديناميكي، مما أدى إلى تآكل الهوامش الربحية.
وفي هذا الصدد، أرجع المستشار في قطاع التأمين، لؤي عبده، تراجع النتائج إلى ثلاثة أسباب رئيسية وهي:
-
انخفاض عوائد الاستثمارات.
-
ارتفاع قيمة المطالبات.
-
زيادة التكاليف التشغيلية.
كما أضاف عبده أن هذه العوامل مرجح أن تستمر في التأثير على أداء القطاع حتى نهاية عام 2025.
تباين أداء الشركات والتحول إلى الاندماج
وتُظهر بيانات السوق تبايناً واضحاً في الأداء، حيث واصلت التعاونية للتأمين تصدّرها بنمو 11% لتسجل أرباحاً بلغت 729 مليون ريال. بينما حققت الإعادة السعودية ارتفاعاً بنسبة 16.9% إلى 87.9 مليون ريال، مدعومة بتوسعها الإقليمي.
في المقابل، تكبّدت شركات مثل الاتحاد للتأمين وولاء واتحاد الخليج الأهلية خسائر تجاوزت 200%، فيما تحوّلت المتحدة للتأمين إلى خسائر بلغت 105 ملايين ريال. كما تراجعت أرباح بوبا العربية بنسبة 12.7% إلى 666.5 مليون ريال.
ونتيجة لهذه الضغوط، يتوقع المختصون أن يكون النصف الثاني من العام مرحلة مفصلية، مع توقعات بزيادة عمليات الاندماج أو التحالف لتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة التشغيلية. وأكد عبده أن الجهات الرقابية تولي اهتماماً برفع الملاءة المالية وتشجع الاندماج، متوقعاً إتمام اندماجين جديدين قريباً.
توقعات بتغير هيكل السوق والتحول للمنتجات الجديدة
كما أوضح الرئيس التنفيذي السابق لشركة سوليدرتي للتكافل، عادل العيسى، أن النتائج الإيجابية في عام 2024 كانت متوقعة نتيجة تفعيل المخالفات المرورية في حال عدم وجود تأمين سارٍ على المركبات. لكن اشتداد المنافسة وارتفاع المطالبات سيؤدي إلى بقاء الكيانات الأكبر والأقدر على المنافسة فقط. وتوقع العيسى انخفاض عدد الشركات الحالية إلى حوالي 20 شركة في السنوات المقبلة.
من جانبه، وصف الرئيس التنفيذي لشركة المجموعة المتحدة للتأمين التعاوني (أسيج)، محمد بن عبدالله القاضي، المنافسة الحالية بـ “الغير صحية”، حيث أدت إلى نشوب حرب أسعار وتحمّل زيادة في المخاطر. وأكد القاضي على ضرورة أن تتوسع الشركات مستقبلاً في منتجات جديدة تتماشى مع احتياجات العملاء، مثل تأمين العاملات المنزلية وإدارة الحشود وتأمين المساكن. كما رجح أن ينخفض عدد الشركات الكبرى القادرة على المنافسة إلى 10 شركات فقط في السنوات المقبلة.
تحليل فني لمؤشر قطاع التأمين السعودي (TISI)
يظهر الرسم البياني الأسبوعي أن مؤشر قطاع التأمين يمر بمرحلة تصحيح هابطة عميقة بعد وصوله إلى قمم في الربع الأول من عام 2024. يُلاحظ حالياً أن المؤشر نجح في العثور على دعم عند منطقة طلب رئيسية طويلة الأجل. كما يظهر ارتداد إيجابي قوي من هذه المنطقة، مما يشير إلى محاولة لتشكيل قاع والتحول من الاتجاه الهابط. وفي الوقت الحالي، يتداول المؤشر عند 8,500.420 نقطة.
المؤشرات الفنية ومستويات الدعم والمقاومة:
على صعيد المؤشرات، يسجل مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 44.60. هذه القراءة تقع تحت مستوى الـ 50، لكنها ترتد صعوداً من مستويات منخفضة، مما يعكس تحسن الزخم بعد الوصول إلى منطقة الدعم. كما يُلاحظ أن المؤشر يتداول تحت المتوسطات المتحركة، والتي تعمل حالياً كمقاومة ديناميكية.
وفيما يتعلق بالمستويات، يواجه المؤشر مقاومة فورية عند نقطة المحور (PP) عند 8,886.140 نقطة. تليها المقاومة الرئيسية عند 9,726.000 نقطة (T1)، والتي يجب اختراقها لتأكيد تغيير الاتجاه. أما عن الدعم، فيُعد الدعم الفوري حالياً عند 8,212.300 نقطة (S1). ويُعتبر الدعم الأهم هو منطقة الطلب المحددة باللون الأزرق بين 8,212.300 و 7,592.400 نقطة، والتي نجح السعر في الارتداد منها.

الترجيح المستقبلي لمؤشر قطاع التأمين السعودي (TISI)
يتوقع أن يستمر مؤشر قطاع التأمين في محاولة بناء قاعدة صلبة فوق منطقة الدعم التي ارتد منها. الخطوة التالية الإيجابية هي اختراق المقاومة عند 8,886.140 نقطة. في حال نجاح الاختراق، فسيتجه المؤشر لاختبار المستويات التالية عند 9,726.000 نقطة. ولكن، في حال كسر السعر لمنطقة الدعم الحرجة 7,592.400 نقطة، فسيؤكد ذلك استمرار الضغط الهابط نحو مستويات أدنى.











