استهلت سوق الأسهم السعودية تعاملات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ، محافظاً المؤشر الرئيسي “تاسي” على تداولاته فوق حاجز 11 ألف نقطة. ويأتي هذا الارتفاع بعد أن لامس المؤشر مستويات جاذبة للمتعاملين في نهاية الأسبوع الماضي. وقد جاءت هذه المكاسب مدعومة بشكل أساسي من أداء أسهم “معادن”، التي واصلت تعزيز الاتجاه الإيجابي للمؤشر العام. سجل مؤشر “تاسي” مع بداية الجلسة ارتفاعاً بنسبة 0.3% ليصل إلى 11041 نقطة، بدعم من سهم “معادن” وسهم “مصرف الراجحي”. في المقابل، شهد سهم “أرامكو” تراجعاً تزامن مع انخفاض أسعار النفط العالمية.
أسهم “معادن” تتألق وترقب لتعافي أسهم البنوك
جاء أداء سهم معادن لافتاً بشكل خاص، إذ واصل تسجيل المكاسب التي بدأت منذ إعلان الشركة عن توقيع مذكرة إنشاء وتطوير مرفق لتكرير وفصل العناصر الأرضية النادرة داخل المملكة. وقد سجل سهم “معادن” ارتفاعاً يقارب 5% عند افتتاح تعاملات الأسبوع. في سياق متصل، تترقب السوق عودة الزخم لأسهم قطاع البنوك، وسط توقعات بتعاف تدريجي لهذا القطاع بعد أربعة أسابيع متتالية من التراجع، والذي يُعد أسوأ أداء أسبوعي للقطاع منذ نهاية عام 2022. ويترقب المستثمرون مسار نمو الإقراض الذي شهد بعض التباطؤ مؤخراً، رغم بقاء تقييمات أسهم البنوك عند مستويات منخفضة.
تحسن في أسهم العقار وتفاصيل طرح “الرمز العقارية”
على صعيد القطاعات، عززت أسهم العقار مكاسب السوق الكلية، وسط استمرار التفاعل الإيجابي مع خطط الإصلاح التي ستسمح للأجانب بامتلاك العقارات داخل السعودية اعتباراً من يناير المقبل. وتشمل هذه الخطط العقارات السكنية والتجارية والزراعية والصناعية، بالإضافة إلى الأراضي المخصصة للتطوير، وفقاً لتصريحات مسؤول حكومي رفيع نقلتها وكالة بلومبرغ. ونتيجة لذلك، ارتفع مؤشر إدارة وتطوير العقارات مع صعود أسهم شركات القطاع، وعلى رأسها “التعمير” و”العقارية” و”دار الأركان”، بنسب تراوحت بين 1% و3%.
في سياق متصل، أعلنت الأهلي المالية عن تحديد النطاق السعري لطرح شركة “الرمز العقارية” بين 67 و70 ريالاً للسهم، ومن المقرر أن تنطلق مرحلة بناء سجل الأوامر للمؤسسات اليوم. ومن المتوقع أن يبلغ حجم الطرح نحو 900 مليون ريال عبر بيع 12.86 مليون سهم، وهو ما يمثل 30% من رأسمال الشركة بعد الزيادة.
تحليل فني لسهم معادن
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي لسهم “معادن” اتجاهاً صاعداً قوياً وطويل الأجل، حيث تمكن السهم مؤخراً من اختراق منطقة مقاومة تاريخية وحاسمة كانت تقع حول مستوى 57.75 ريال سعودي. بعد هذا الاختراق الناجح، شهد السهم موجة صعود قوية وصلت به إلى مستويات المقاومة الفورية الحالية. يتداول السعر حالياً عند 64.00 ريال تقريباً، ويُلاحظ أنه يمر بمرحلة تصحيحية طبيعية بعد تحقيق قمة عند 68.45 ريال، وهي مرحلة تهدف لتخفيف حدة الشراء وجمع الزخم قبل محاولة استكمال الصعود.
المؤشرات الفنية ومستويات الدعم والمقاومة:
من الناحية الفنية، يدعم الاتجاه الصاعد الحالي بقوة وقوع السعر فوق كل من المتوسطات المتحركة السريعة والبطيئة. كما أن زاوية انحدار هذه المتوسطات صاعدة بوضوح، مما يؤكد سيطرة المشترين على المدى الطويل. أما مؤشر القوة النسبية (RSI)، فيسجل قراءة عند 63.67. هذه القراءة تقع في المنطقة الإيجابية وتشير إلى وجود زخم شرائي قوي، لكنها لم تصل بعد إلى منطقة التشبع الشرائي. مما يترك مجالاً لمزيد من الارتفاع. أما بالنسبة للمستويات المحورية، فيواجه السهم مقاومة رئيسية فورية عند 68.45 ريال، تليها المقاومة التاريخية عند 78.85 ريال. في المقابل، يمثل مستوى 57.75 ريال نقطة دعم ذهبية، حيث تمثل المقاومة المخترقة التي تحولت إلى دعم، وهو مستوى حاسم يجب أن يحافظ السهم على التداول فوقه.
الترجيح المستقبلي لسهم معادن
يظل الترجيح العام للحركة المستقبلية لسهم “معادن” صاعداً طالما بقي السعر يتداول بثبات فوق منطقة الدعم القوية عند 57.75 ريال. السيناريو المرجح هو أن ينهي السهم تصحيحه الحالي ثم يعاود الصعود لمحاولة اختبار واختراق المقاومة الفورية عند 68.45 ريال. اختراق هذا المستوى والإغلاق الأسبوعي فوقه سيكون إشارة قوية لاستكمال الموجة الصاعدة نحو الهدف التالي عند 78.85 ريال. أما كسر الدعم عند 57.75 ريال والإغلاق تحته، فإنه سيشير إلى ضعف في الاتجاه الصاعد ويفتح الباب أمام تصحيح أعمق.
