الأسهم الأمريكية

الصين وأمريكا: معركة العمالقة التي تعيد تشكيل النظام المالي العالمي DXY

في عالم يشهد تغيّرات غير مسبوقة، يتصاعد صراع خفي لكنه بالغ التأثير بين عملاقين اقتصاديين يسعيان للسيطرة على مستقبل النظام المالي العالمي. ما بدأ كمنافسة تجارية تقليدية، تحوّل مع الوقت إلى معركة وجودية من أجل الهيمنة على الاقتصاد والتكنولوجيا، ومن خلالها على العالم بأسره.

من شريك في الإنقاذ إلى منافس شرس

بعد أزمة 2008 المالية، برزت الصين كلاعب غير متوقَّع في إنقاذ الاقتصاد العالمي. إذ قامت بضخ استثمارات ضخمة في سندات الخزانة الأمريكية، مستغلة الأزمة لتعزيز موقعها الاستراتيجي. لم يكن هذا مجرّد دعم، بل خطوة ذكية لتحويل الأزمة إلى فرصة. ومع مرور السنوات، تغيّرت ملامح الاقتصاد الصيني بالكامل. فالصين لم تعد فقط “مصنع العالم”، بل تحوّلت إلى قوة إنتاجية وتكنولوجية عظمى. تقود التحول العالمي في مجالات الطاقة النظيفة، وتتصدر السباق في البطاريات الكهربائية وتقنيات الجيل الخامس، وتفرض حضورها في مشاريع البنية التحتية الدولية عبر مبادرة “الحزام والطريق”.

أمريكا ومهمة الدفاع عن العرش

من جانبها، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بعناصر قوة ضخمة تجعلها تتشبث بموقعها كقائد للنظام المالي العالمي. فالدولار الأمريكي ما زال يُستخدم على نطاق واسع كعملة احتياطية رئيسية، ويُعد مرجعاً مالياً لكثير من الاقتصادات. كما أن أمريكا لا تزال رائدة في ميادين التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، إلى جانب امتلاكها لتفوق عسكري لا ينازعها فيه أحد. ورغم هذه المزايا، إلا أن موازين القوة بدأت تميل تدريجياً نحو عالم متعدد الأقطاب. حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية مسلّمة بها كما في السابق.

عندما ترتد السياسات على صانعيها

بهدف مواجهة الصين، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية واسعة النطاق على السلع الصينية. لكنها فوجئت بأن هذه السياسات جاءت بنتائج عكسية، إذ ساهمت في تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي، وزادت من مخاطر الركود. كما أدّت إلى تراجع الثقة في الدولار كملاذ آمن، وشهدنا موجة خروج واسعة لرؤوس الأموال الآسيوية من الأصول المقومة بالدولار. وقد أشارت تقارير “نيكاي آسيا” إلى انخفاض في الطلب على السندات الأمريكية، وارتفاع كبير في عوائد سندات الخزانة لعشر سنوات، إلى جانب تراجع واضح للدولار أمام عملات مثل الين الياباني واليورو.

نحو نظام مالي عالمي جديد؟

ما نراه اليوم هو بداية ملامح نظام مالي مختلف. حيث تتزايد الدعوات العالمية لتقليل الاعتماد على الدولار، ويصعد اليوان الصيني كبديل محتمل في بعض الأسواق. وفي الوقت ذاته، تتحرك القوى الاقتصادية الكبرى لإعادة تشكيل تحالفاتها. مما يشير إلى أننا على أعتاب مرحلة جديدة في العلاقات المالية الدولية.

التحليل الفني لمؤشر الدولار DXY

يشهد مؤشر الدولار الأمريكي DXY تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث انخفض إلى ما دون مستوى 104 المهم. في البداية، تجدر الإشارة إلى أن المؤشر يواجه مقاومة قوية عند المتوسط المتحرك لـ20 يومياً، والذي تحول من دعم إلى مقاومة ديناميكية. من ناحية أخرى، يحتاج المؤشر إلى كسر هذا المستوى والصمود فوقه بشكل واضح ليعطي إشارات إيجابية لمتداوليه.

علاوة على ذلك، فإن استمرار التداول أسفل منطقة المقاومة الحالية يعزز السيناريو الهبوطي، مما يزيد من احتمالية توجه المؤشر نحو اختبار مستوى الدعم الرئيسي عند 97.93، وذلك حسب تحليل حركة الأسعار التاريخية. في هذا السياق، من المهم مراقبة رد فعل السعر عند هذا المستوى، حيث قد يشكل منطقة جذب للسعر.

في الوقت ذاته، نلاحظ أن الأسعار تحاول الارتداد من الضلع السفلي للقناة الصاعدة المتوازية. بالتالي، فإن الحفاظ على التداول فوق هذا المستوى يعد عاملاً أساسياً لاستعادة الزخم الصاعد. بالمقابل، أي إغلاق يومي متواصل أسفل هذا المستوى قد يعزز الاتجاه الهبوطي على المدى المتوسط.

في الختام، وبالنسبة للتحليل الزمني الأكثر تفصيلاً وتوقيتات التحولات المحتملة، ننصح بمتابعة الفيديو التحليلي المرفق أسفل المقال. ختاماً، فإن فهم هذه المستويات وردود الأفعال المحتملة عندها يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات أكثر دقة في ظل هذه الظروف السوقية المتقلبة.

وكما موضح علي الرسم المرفق أهم مستويات الدعم والمقاومة، بالإضافة إلي ذلك المؤشرات التي تساعد في إتخاذ القرار.

التحليل الفني لمؤشر الدولار DXY
التحليل الفني لمؤشر الدولار DXY

أولا الدعوم والمقاومات:

    • الدعم الأول: 97.93
    • الدعم الثاني: 92.73
    • المقاومة الأولى: 99.57
    • المقاومة الثانية : 104.37

ثانيا المؤشرات الفنية:

  • المتوسطات المتحركة: الأسعار تغلق أسفل متوسط متحرك EMA50,20 والذي يلزم العودة للتداول أعلاهم لعودة التفاؤل والإيجابية.
  • مؤشر الزخم: مؤشر الزخم RSI يتحرك اسفل من مستوي ال 50 والذي تعد إشاره علي ضعف الإتجاه الصاعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى