تعتمد الأسواق المالية بشكل كبير على الأخبار الاقتصادية والسياسية، ومؤشر ناسداك 100، الذي يضم كبرى شركات التكنولوجيا، ليس استثناءً. يتفاعل هذا المؤشر بقوة مع التطورات التي تؤثر على توقعات النمو الاقتصادي، التضخم، وسياسات البنوك المركزية.
اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وسياسة أسعار الفائدة
يُعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير خير مثال على كيفية تأثير الأخبار على ناسداك 100. فرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وزملاؤه يواجهون ضغوطاً هائلة عند النظر في أسعار الفائدة، وسط تطورات في السياسة التجارية واتجاهات اقتصادية متضاربة. على الرغم من توقعات السوق بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، فإن أي تلميحات حول السياسة النقدية المستقبلية يمكن أن تؤثر مباشرة على أسهم التكنولوجيا، التي غالباً ما تكون أكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة.
بيانات النمو والتوظيف: محركات أساسية لناسداك
تؤثر البيانات الاقتصادية أيضاً بشكل مباشر. التقديرات الأولية تشير إلى انتعاش في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال الربع الثاني، مدعوماً بانخفاض العجز التجاري. هذا النمو قد يدعم معنويات المستثمرين في شركات التكنولوجيا. ومع ذلك، هناك تباطؤ في نمو الوظائف لشهر يوليو، وتوقعات بارتفاع طفيف في التضخم الأساسي. تباطؤ التوظيف قد يخفف من مخاوف التضخم، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي نحو موقف أكثر ليونة في المستقبل، وهو ما يعتبر إيجابياً لشركات النمو المدرجة في ناسداك.
التضخم والسياسات التجارية: عوامل ضغط محتملة
على الجانب الآخر، تثير الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب مخاوف بشأن تسارع التضخم مجدداً. إذا بدأت هذه الرسوم في تمرير تكلفتها بشكل كبير إلى المستهلكين، وارتفع التضخم، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي لتشديد سياسته، مما قد يضغط على أسهم التكنولوجيا. المستثمرون في ناسداك 100 يراقبون عن كثب هذه التطورات، حيث يمكن لأي مفاجأة إيجابية في البيانات الاقتصادية، أو دلائل على تيسير نقدي، أن تدعم المؤشر، بينما قد تؤدي الضغوط التضخمية أو تشديد السياسة إلى تصحيحات.
تحليل فني لمؤشر ناسداك 100 (US100)
عند تحليل الرسم البياني لمؤشر ناسداك (US100)، نلاحظ أن المؤشر يتداول حالياً عند 23,296.4 نقطة. وقد شهد المؤشر تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.02%- في تعاملات اليوم. هذا التراجع يأتي ضمن اتجاه صاعد قوي وواضح على المدى القصير والمتوسط، حيث يتداول السعر بثبات فوق المتوسطات المتحركة، التي تشير أيضاً إلى اتجاه صعودي (المتوسط المتحرك الأسرع فوق الأبطأ).
أما عن مستويات المقاومة، فيواجه المؤشر مقاومة فورية عند 23,327.0 نقطة، ثم المقاومة الرئيسية عند 23,423.6 نقطة. هذه المستويات تمثل مناطق قمم سابقة وقريبة، واختراقها والإغلاق بثبات فوقها سيكون مؤشراً قوياً على استمرار الاتجاه الصعودي نحو مستويات أعلى جديدة.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن مستويات الدعم، يقع الدعم الفوري للمؤشر عند 23,232.7 نقطة. الدعم الرئيسي التالي، والذي يمثل منطقة طلب قوية، يقع عند 23,155.1 نقطة، ثم منطقة دعم أخرى حول 22,952.6 نقطة. الدعم الأهم والأبعد يقع عند خط الاتجاه الصاعد الأسود الطويل الأجل والذي يتقاطع مع مناطق دعم أفقية حول 22,801.8 نقطة و 22,427.0 – 22,627.0 نقطة و 22,317.4 نقطة وصولاً إلى 22,167.6 نقطة. الارتداد من هذه المستويات قد يوفر فرصًا للارتفاع، بينما الكسر الحاسم لها قد يؤدي إلى تراجعات أعمق.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حالياً عند 63.70، وهو مستوى يشير إلى زخم إيجابي قوي، ولم يدخل بعد منطقة التشبع الشرائي (فوق 70)، مما يترك مجالاً لمزيد من الارتفاع.
الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر ناسداك 100
ختاماً، بناءً على هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر ناسداك 100 يميل نحو استمرار الزخم الصعودي في المدى القصير. يجب مراقبة تفاعل المؤشر مع مستويات المقاومة 23,327.0 و 23,423.6 نقطة. الاختراق الناجح لهذه المستويات سيعزز الثقة في الاتجاه الصعودي. بينما في حال حدوث تصحيح، ستكون مستويات الدعم المذكورة، وخاصة عند 23,155.1 نقطة. ثم مناطق الدعم الأعمق على خط الاتجاه الصاعد، نقاط ارتداد حاسمة.
