قفزت أسعار الذهب بشكل حاد يوم الجمعة لتستقر عند مستويات قياسية جديدة وغير مسبوقة بالقرب من 4531 دولار. وبناءً على ذلك، شهدت الأسواق تزايداً ملحوظاً في الطلب على الملاذات الآمنة بالتزامن مع توقعات خفض الفائدة الأمريكية في العام المقبل. علاوة على ذلك، سجل كل من الذهب والفضة مستويات تاريخية، بينما شهد البلاتين والبلاديوم أيضاً ارتفاعات لافتة خلال الجلسة. حيث إن هذا الأداء القوي يعكس استمرار تراجع الدولار الأمريكي الذي اقترب من أدنى مستوياته خلال شهرين. ومن ثم، يجد المستثمرون في المعادن وسيلة فعالة للتحوط ضد تقلبات العملة والسياسات النقدية القادمة.
الذهب يسجل مستويات قياسية مدعوماً بتوقعات التيسير النقدي
وفيما يخص الذهب، فقد وصل في المعاملات الفورية إلى مستوى 4549 دولار للأوقية. وبالتالي، يأتي هذا الارتفاع بعد أن سجل المعدن الأصفر ذروة عند 4530.60 دولار في الجلسة السابقة. وحيث إن الذهب قد حقق صعوداً مذهلاً بنحو 72% منذ بداية عام 2025 بفضل سياسات التيسير النقدي والتوترات الجيوسياسية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الطلب المتزايد من البنوك المركزية لتقليل الاعتماد على الدولار في دعم هذه الأسعار القياسية. ومن الواضح أن صناديق المؤشرات المتداولة قد لعبت دوراً محورياً في تعزيز مكاسب الذهب التاريخية.
توقعات الخبراء وتأثير انخفاض الفائدة على المعادن عديمة العائد
ومن ناحية أخرى، يشير خبراء الاقتصاد إلى أن المعادن التي لا تدر عوائد تستفيد دوماً من بيئة انخفاض أسعار الفائدة. وحيث إن توقعات خفض الفائدة تجعل الذهب والفضة أكثر جاذبية مقارنة بالأصول التي تعتمد على العوائد الثابتة. وبناءً عليه، يظل هذا العامل هو المحرك الأساسي وراء الارتفاعات القياسية الأخيرة التي شهدتها الأسواق العالمية. ونتيجة لهذا، يترقب المتداولون بحذر أي تصريحات جديدة من الفيدرالي الأمريكي قد تؤكد هذا المسار في العام المقبل. وبالتالي، فإن التوازن بين العرض والطلب والبيئة النقدية سيحدد ما إذا كانت هذه المعادن ستحافظ على مستوياتها التاريخية.
التحليل الفني لسعر الذهب (XAU/USD)
يُظهر الرسم البياني للذهب XAU/USD اتجاهاً صاعداً قوياً ومستداماً، حيث يرتكز السعر بوضوح فوق خط اتجاه صاعد رئيسي (الخط الأسود) بدأ في التشكل منذ أواخر شهر أكتوبر. وبناءً على ذلك، نجح المعدن الأصفر في تحقيق قمة تاريخية جديدة عند مستوى 4,549.85 دولار، مستفيداً من الزخم الشرائي القوي الذي يدفعه بعيداً عن مستويات الدعم. علاوة على ذلك، نلاحظ أن السعر يتداول حالياً عند مستوى 4,531.88 دولار، محافظاً على استقراره فوق المتوسطات المتحركة السريعة (الخطوط الملونة)، مما يعزز من احتمالية استمرار المسار الصاعد طالما بقي السعر فوق خط الاتجاه المذكور.
أهمية “المنطقة الذهبية” والقمة الرئيسية السابقة
وفيما يخص مستويات الدعم المحورية، تبرز القمة الرئيسية السابقة عند مستوى 4,381.51 دولار كـ “منطقة ذهبية” بالغة الأهمية (المظللة باللون البرتقالي). وحيث إن القواعد الفنية تشير إلى مبدأ “تبادل الأدوار”، فإن الحفاظ على التداولات فوق هذه القمة التي تم اختراقها يعد شرطاً أساسياً لترسيخ الاتجاه الصاعد ومنع حدوث تصحيحات عميقة. وبالتالي، يمثل الاستقرار فوق هذا المستوى قاعدة انطلاق قوية نحو مستويات الـ 4,600 دولار، بينما تبرز مناطق دعم إضافية عند 4,429.66 دولار و 4,257.24 دولار لتعزيز الحماية ضد أي تقلبات سلبية مفاجئة.
الترجيح المستقبلي لسعر الذهب (XAU/USD)
وبالحديث عن مؤشرات الزخم، سجل مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة تبلغ 71.26، مما يضع السعر في منطقة “التشبع الشرائي”. وبناءً عليه، قد يشهد الذهب بعض التذبذب العرضي أو جني أرباح طفيف لتخفيف حدة هذا التشبع قبل استكمال الصعود. ومن ناحية أخرى، نلاحظ وجود مستويات سيولة قوية عند مناطق الطلب المظللة باللون الرمادي، خاصة عند مستوى 4,169.92 دولار و 3,997.74 دولار، والتي تظل بعيدة عن السعر الحالي بفضل القوة الشرائية الهائلة. ونتيجة لهذا، يظل الذهب في وضع فني ممتاز طالما حافظ على توازنه فوق المناطق الذهبية وخط الاتجاه الصاعد الرئيسي.
