
دفع متداولو وول ستريت مؤشرات الأسهم إلى الانخفاض قبيل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، مع هيمنة المخاوف بشأن التقييمات العالية على الآمال بتمديد هدنة رسوم جمركية بين أكبر اقتصادين في العالم. في المقابل، ارتفعت السندات جنباً إلى جنب مع الدولار. أنهى مؤشر ستاندرد اند بورز 500 سلسلة مكاسب استمرت ستة أيام، واكتسبت موجة الصعود في سندات الخزانة زخماً بعد بيع قوي بقيمة 44 مليار دولار. قادت السندات طويلة الأجل المكاسب، مع تراجع عوائد سندات الثلاثين عاماً بمقدار 10 نقاط أساس قبل إعلان الولايات المتحدة عن حجم مزادات الديون المستقبلية. كما قفزت أسعار النفط بعدما كرر الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً إضافية على روسيا ما لم تتوصل إلى هدنة مع أوكرانيا.
تراجع تأثير الاتفاقيات التجارية وترقب البيانات
قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن الولايات المتحدة والصين ستواصلان المحادثات بشأن تمديد هدنة الرسوم الجمركية قبل انتهاء صلاحيتها خلال أسبوعين، وأن خيار التمديد لمدة 90 يوماً مطروح على الطاولة. ومع ذلك، كان رد فعل السوق باهتاً إزاء مؤشرات التقدم في المحادثات مع الصين، مما يوضح التراجع المستمر في قدرة هذه المبادرات على تحفيز تحركات كبيرة في وول ستريت. يركز المستثمرون الآن أكثر على البيانات الفعلية للتحقق من التوقعات الاقتصادية والسياسات، بدلاً من الإفراط في تفسير الاتفاقات التجارية. هناك عوامل أخرى محرّكة للسوق تلوح في الأفق، تشمل قرار الفيدرالي يوم الأربعاء بشأن أسعار الفائدة. وبيانات رئيسية مثل تقرير الوظائف يوم الجمعة، بالإضافة إلى إعلان أربع شركات تكنولوجية كبرى عن نتائج أرباحها.
قراءات اقتصادية متباينة وتوقعات الفيدرالي
على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت ثقة المستهلك الأميركي مع تراجع المخاوف بشأن التوقعات العامة للاقتصاد وسوق العمل. وفي حين تراجعت الوظائف الشاغرة، إلا أنها بقيت عند مستوى يشير إلى أن الطلب على العمال مستقر عموماً. خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يُظهر الربع الثاني تعافياً اقتصادياً، بينما يُتوقع تباطؤ نمو الوظائف في يوليو وارتفاع طفيف في التضخم الأساسي في يونيو. مع بقاء معدل الفائدة الأساسي للفيدرالي ضمن نطاق مستهدف من 4.25% إلى 4.5% منذ ديسمبر. يبحث قطاع الأعمال عن أي إشارة إلى أن المسؤولين يتحركون نحو خفض للفائدة في الخريف. المستثمرون يتوقعون رد فعل مختلطاً أو محدوداً على قرار الفيدرالي، وغالبيتهم يتوقعون خفضين لأسعار الفائدة هذه السنة إذا لم يحدث خفض يوم الأربعاء. يرى استراتيجيو السوق أن الفيدرالي سيبقى على أسعار الفائدة دون تغيير حتى تبدأ البيانات الفعلية في تأكيد رواية التباطؤ.
تحليل فني لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500)
عند تحليل الرسم البياني لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500)، نلاحظ أن المؤشر يتداول حالياً عند 6,365.61 نقطة. وقد شهد المؤشر تراجعاً بنسبة 0.98%- في تعاملات اليوم. يأتي هذا التراجع بعد وصول المؤشر إلى قمم تاريخية، مما يشير إلى تصحيح سعري محتمل. يتداول المؤشر حالياً بالقرب من المتوسطات المتحركة، التي يمكن أن تلعب دوراً كدعم أو مقاومة متحركة.
أما عن مستويات المقاومة، فيواجه المؤشر مقاومة فورية عند 6,400 نقطة، تليها مقاومة قوية عند 6,430 نقطة والتي تمثل قمة تاريخية حديثة. اختراق هذه المستويات والإغلاق بثبات فوقها سيكون مؤشراً على استئناف الاتجاه الصعودي.
من جهة أخرى، وعند الحديث عن مستويات الدعم، يقع الدعم الفوري للمؤشر عند 6,329.19 نقطة. يليه مستوى دعم مهم عند 6,288.77 نقطة، ثم 6,253.09 نقطة. الدعم الأعمق يقع عند منطقة 6,227.70 نقطة، ثم الدعم الرئيسي عند 6,204.12 نقطة. الحفاظ على هذه المستويات أمر بالغ الأهمية لتجنب تراجعات أعمق.
وبالانتقال إلى المؤشرات الفنية، فإننا نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) يتداول حالياً عند 51.40، وهو مستوى يشير إلى زخم متعادل نسبياً، مع ميل طفيف نحو الإيجابية، حيث لا يزال فوق مستوى 50. كما يظهر المؤشر مستوى 58.77.

الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر ستاندرد آند بورز 500
ختاماً، بناءً على هذه المعطيات، فإن الترجيح المستقبلي لحركة مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يميل نحو استمرار التصحيح على المدى القصير، مع احتمالية ارتداد من مستويات الدعم الحالية. يجب مراقبة تفاعل المؤشر مع مستوى الدعم 6,329.19 نقطة. الثبات فوقه قد يشير إلى محاولة لتعزيز الموقف والعودة لاختبار 6,400 نقطة. أما كسر مستويات الدعم الرئيسية المذكورة، وخاصة 6,288.77 نقطة، فقد يؤدي إلى تراجعات أعمق وأكثر حدة في المؤشر.