كيف ستُساعد الشركات التكنولوجية في بناء مستقبل أكثر استدامة

قال ونستون تشرشل الشهير: ” نحن نكسب لقمة العيش من خلال ما نحصل عليه، ولكننا نصنع الحياة بما نُقدمه “.

يبدو أن هذا النهج وراء التحول العالمي الحالي للأعمال نحو نماذج أعمال أكثر توجهاً تحاول ضمان المجتمع المحلي والعالم. ومع وضع هذا الهدف بعين الاعتبار، تعمل بعض الشركات الآن على تقليل انبعاثات الكربون بشكل فعال. فعلى سبيل المثال، تتضمن استراتيجية Ambition 2039 لمجموعة Mercedes Benz التحول إلى أسطول سيارات كهربائي بالكامل. حيث تهدف الشركات الأخرى إلى دعم المجتمعات المحلية التي تواجه المزيد من التحديات التي تتعلق بالتعليم وخدمات البُنية التحتية والظروف البيئية الأخرى.

وما علاقة هذا الإتجاه أو المعيار المجتمعي الجديد بشركات التكنولوجيا المالية؟ وبأي الطرق يُمكنهم المساعدة؟ وما هي الإجراءات التي يتخذونها لتحسين العالم؟

تهدف هذه المقالة للإجابة على هذه الأسئلة المتعلقة بشركات التكنولوجيا المالية الناشئة التي تم تأسيسها بالفعل وكذلك العملاء.

يُمكن الآن لشركات التكنولوجيا المالية تعزيز القضايا الاجتماعية بعدة طرق فريدة من نوعها من تقديم الخدمات المالية للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إليها إلى تعزيز محو الأمية المالية. وفيما يلي بعض المشكلات الأكثر انتشاراً والتي تعمل شركات التكنولوجيا المالية على معالجتها، وهي:

-جعل العطاءات أسهل، حيث تُعتبر بعض الشركات مثل Fidelity Charitable فرصة للمساهمة بالنقود والأوراق المالية والأصول الأخرى التي ينصح بها المانحون والمؤسسات الخيرية العامة، وهذا يجعل بدوره من الممكن زيادة المدخرات الضريبية للمتبرعين، بينما يحاول آخرون مثل Binance Charity إحداث ثورة في العطاءات العالمية من خلال استخدام تقنيات Web3 لجعل التبرعات أكثر نزاهةً وفعالية والأهم من ذلك أنها مباشرة.

-خدمة المحرومين، حيث أصبح الاقتصاد المالي في المناطق الريفية والمتخلفة قضية رئيسية إلى أن قررت العديد من شركات التكنولوجيا المالية تركيز أنشطتها على المسؤولية الاجتماعية للشركات، وفي بعض الحالات يكون الغرض من إنشاء التكنولوجيا المالية مبنياً على سدّ هذه الفجوة. حيث تم تصميم الخدمات عبر الهواتف المحمولة bKash خصيصاً لتلبية احتياجات 70% من سكان بنغلادش في المناطق الريفية ولديهم فرص وصول محدودة للخدمات المصرفية الرسمية.

-تعزيز محو الأمية المالية، حيث هناك القليل من المدارس التي تُعلم الأعمال المصرفية والاستثمارات والمُدخرات على الرغم من أنها بعض من أهم المهارات التي قد يحتاجها الطلاب في حياتهم. ويزداد وعي الشركات الآن وتبدأ بالفعل في تطوير دورات تعليمية تخدم عملائها والجمهور بشكل أوسع. وهناك بعض الأنشطة الخيرية الأخرى التي تشارك فيها شركات التكنولوجيا المالية الكبرى للمشاريع البيئية مثل جهود بنك HSBC للمساعدة في الحفاظ على Guandu في تايبيه في تايوان ومساعدات الطوارئ وغيرها من المبادرات المختلفة التي تتوافق بالفعل مع أهداف التنمية المستدامة.

اقرأ هذا الخبر| تنظيم المدفوعات: تعقيد التكاليف والمدفوعات الدولية

ما الذي يُمكن أن تفعله شركة واحدة فقط للتكنولوجيا المالية لتعزيز القضايا الاجتماعية حول العالم ؟

لنأخذ شركة واحدة تعمل في مجال التكنولوجيا المالية لتوضيح نهج المسؤولية الاجتماعية للشركات في المجال ومدى تأثيرها. ففي العام 2022، وجه وسيط الفوركس العالمي OctaFX جهوده لمساعدة المجتمعات المحلية في التغلب على التحديات العالمية، وإليك ما تمكنت بالفعل من تحقيقه:

-مساعدة حواليّ 1855 شخص و46 شركة صغيرة في حالة الطوارئ معظمهم أثناء الكوارث الطبيعية.

  -دعم المزيد من الجهود التعليمية لحوالي 4452 طالباً و50 مدرسة ومنظمة من خلال تمويل المنح الدراسية وورش العمل التعليمية اللامنهجية والدورات المهنية وتجديد وبناء مدارس وفصول جديدة وشراء أجهزة الكمبيوتر وغيرها من المعدات التعليمية الضرورية. وإجمالاً، ساعدت هذه الشركة أكثر من 6000 شخص في بلدان متعددة بما فيها الهند وإندونيسيا وماليزيا والمكسيك ونيجيريا وباكستان، حيث تضمنت عدد من المشاريع الأكثر إثارةً للإعجاب، وهي:

-في الهند، ساعدت بالفعل في بناء 6 فصول دراسية على الكمبيوتر لكلية لالا بولاكي داس بابو رام ساهاي هندو ماهيلا إنتر في تيلهار

-وفي ماليزيا، قدمت OctaFX علاوات لمدة 12 شهراً لحواليّ 6 طلاب يسعون للحصول على درجات مختلفة من الجامعات الماليزية

-في إندونيسيا، قدمت الشركة مساعدات إنسانية للعائلات المُتضررة من الزلزال الذي ضرب منطقة سيانجور الأمر الذي أدى إلى إصابة 58362 شخص وتشريدهم

-وفي الباكستان، مولت الشركة مشروع الصحة والتعليم والسلامة الذي يهدف لتحسين صحة الأطفال وتعليمهم وسلامتهم في 12 منطقة ريفية في موزافارجغار البنجاب.

-في نيجيريا، قدمت الشركة لحوالي 50 شاب عاطل عن العمل تدريب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كجزء من المشروع الخيري مهارات توظيف الشباب

-وفي المكسيك، ترعى الشركة المذكورة برامج التمكين والذي سيستفيد منه 110 طلاب من طلاب المدارس الابتدائية في Fundacion Dr. Jos Maria Alvarez A.P.

 ومن المُقرر هنا أن يتم توسيع التوجهات الحالية للمسؤولية الاجتماعية لدى شركات التكنولوجيا المالية بينما يتوقع أصحاب المصلحة والموظفين أن تتوافق القيم الخاصة بهم مع قيم شركاتهم. ومع المزيد من الشركات المشاركة بنشاط في المشاريع المفيدة اجتماعياً، أصبحنا أقرب إلى مستقبل أكثر استدامة.

وتجدر هنا الإشارة إلى أن شركة الوساطة التجارية العالميةOctaFX تُقدم خدمات التداول عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم منذ العام 2011، وهي توفر فرص وصول بدون عمولات للأسواق المالية ومجموعة متنوعة من الخدمات التي يستخدمها العملاء من 150 دولة مع أكثر من 21 مليون حساب تداول إلى جانب بعض الندوات التعليمية المجانية عبر الإنترنت ومقالات وأدوات تحليلية يتم توفيرها تساعد العملاء على تحقيق أهدافهم الاستثمارية.

وتشارك الآن الشركة في شبكة من المبادرات العالمية الخيرية والإنسانية بما فيها تلك لخدمات البُنية التحتية التعليمية ومشاريع الإغاثة قصيرة الأجل التي تدعم المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وكانت الشركة أيضاً قد فازت بحواليّ 60 من الجوائز العالمية منذ تأسيسها ومنها جائزة أفضل وسيط عبر الإنترنت حول العالم للعام 2022 من World Business وجائزة أفضل وسيط عالمي في آسيا للعام 2022 من International Business Magazine .